وقفة.. ماذا بقي من أهداف ثورة 14 أكتوبر السامية؟

> تطل علينا مجدداً الذكرى 57 لثورة 14 أكتوبر المجيدة ونحن ما زلنا واقفين في الخلف، وهذا الحال يؤكد مجدداً أن البلد كان بحاجة ماسة وأولية للمؤسسات والعدل والقانون والمساواة والخبرات وحكم القضاء المستقل النزيه العادل قبل كل شيء، ويؤكد هذا الحال البائس مجدداً أن البلد كان بحاجة للجميع ويتسع للجميع وأن العزل والإقصاء والتفرد جرم وخطأ كبير ارتكب من أناس أضروا البلد، عديمي الفكر وضيقي الأفق.

تأتي هذه الذكرى المجيدة 57 لانطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة والكل بحاجة للتمعن والتفكر فيما وصلت إليه البلاد والعباد وكل الناس من سوء وتردٍ بسبب طغيان الفرد أو الجماعة، والتفرد وغياب القانون والمؤسسات، وانعدام المساواة والعدل وضمان وتشجيع حرية الصحافة والنقد وحرية الفكر والرأي.

وهذا لن يكون متخيلاً في أذهان الرعيل والجيل الأول الذين ضحوا وقدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة. رحمهم الله جميعاً من كل القوى السياسية الحية، ومن كل الشخصيات والأطراف في لحظة إشعالهم فتيل شرارة هذه الثورة من جبال ردفان وشمسان، من أجل الحرية والكرامة، والخلاص من نظام أجنبي محتل. ضحى الشعب كله وقدم أغلى ما يملك من أجل ثورة 14 أكتوبر، ومن أجل حياة كريمة وسعيدة وآمنة للناس في هذا الوطن ولأحفادهم وأبنائهم من بعدهم.

هؤلاء الأبطال من كل القوى والأطراف من ذلك الجيل السامق ممن قاموا بهذه الثورة للتخلص من وضع سيء ليقعوا في وضع ونظام أكثر سوداوية وسوءاً وجهلاً وتخلفاً وظلامية وفوضى بعد ذلك بعقدين تقريباً إذا ما استثنيت بعض الفترات المضيئة والمثمرة التي وجد فيها استقرار حياتي وتطور نسبي ثقافي واجتماعي، والمحافظة على الدولة وروح القانون والإدارة، ولن تنسى تلك الفترات برغم النواقص والسلبيات التي تخللتها أيضاً وأدت للوصول إلى الكارثة، والذي حدث ويحصل اليوم. لكن بعد هذه العقود الخمسة تقريباً لقيام هذه الثورة الكل يتمعن في حال البلاد اليوم وما وصلت إليه من انحدار.

كان الكل يتصور أن تكون البلاد والناس في حال أرقى وأفضل، وأحسن حال في كل الجوانب ومناحي الحياة أكان في الخدمات والكهرباء أو السكن أو المعيشة أو الأمن بكل مناحيه، الاجتماعي والصحي والتعليمي والقانوني، أو السلم الاجتماعي والتعايش والمؤسسات ودولة القانون، أو الثقافة والفن وخلافه.

فماذا بقى من الثورة التي أثمرت استقلالاً ودولة في 30 نوفمبر 67، وكان لها مكانتها واختفت تلك الدولة والثورة التي كان هدفها بناء الإنسان، وقامت من أجل رفاهيته وحريته وكرامته، ورخاء وتطور البلاد وإسعاد الناس وأمنهم.

فانقلبت الآية وأصبح الناس في جوع وخوف وتشرد. بعد أن وقع الفأس في الرأس فأين الغلط، وأين العقدة؟

وما السبب؟، ومن المتسبب؟ الذي انحدر بالبلاد إلى هذا المستوى من التردي والخوف والمهانات والمعانات.

علماً بأن البلاد غنية بأرضها وموقعها المتميز ومساحتها وليست عديمة الحيلة، فلديها خبرات وناس خيرون وقادرون ومقتدرون. ولديها موارد وإمكانيات كبيرة وميناء عالمي مشهور ومطار دولي وثروات وبحار وجزر وأسماك.

لكن غياب الرؤية والمشورة والمؤسسات والقانون والعدل والمساواة والأحقاد وأهل الشر والفتن والأهواء والأطماع والإقليم. وأيضاً الجوار والجهل والنفوس المريضة بالإفساد والفساد كل ذلك يهدم إمبراطوريات ويدمر ويقضي على دول وعلى كل شيء جميل، وتصبح عدن ولحج وأبين وحضرموت وكل أنحاء هذا البلد ضحية وهذا ما حصل. فعسى أن تعي كل الناس ما حصل، وتستعيد روح أكتوبر وأهدافه السامية، وتعمل على توحيد الصف ورص البنيان لتستعيد البلاد حريتها وكرامتها، وتعود للناس بسمتهم ويرتفع الخوف والبوس والمعانات عنهم.

عسى أن يتم ويتحقق ذلك إن شاء لله بفضل أناس مخلصين وأنقياء يعملون من أجل الوطن بشرف وإخلاص من أجل كرامة الإنسان وسعادته وحريته وأمنه واستقراره.

وكل عام والجميع جميع الناس بخير وأكتوبر ينير لكم طريق الحق والعدل والبناء طريق الكرامة والحرية بأنواره ويعيد الناس للصواب والتقارب والتراحم والإبحار بالمركب بكل من فيه وبدون تمييز نحو مرافئ التطور والنهضة وعمران النفوس والبنيان ورحم الله كل الشهداء والتحية للناس الذين وقفوا وللشعب الذي ضحى وقدم الكثير ولروح أكتوبر المجيد.

والله المعين والموفق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى