الجنوب.. معركة مصير

> لا يختلف اثنان أن المنطقة العربية برمتها تشهد صراعا إقليميا شرسا على المصالح والأولويات في السيطرة والبسط على الثروات والمنافذ البحرية وممراتها المائية، ولا يغيب على المتتبع لحمى الصراع أن اللاعب الدولي يغذي ذلك الصراع مع كل أطرافه ليظفر بالأخبر بـ(الكيكا) دون عناء ولا مجهود حربي مبذول منه.

من هذه النظرة نجد أن الجنوب واقع ضمن أهم أجندة هذا الصراع المذكور آنفا، باعتبار أنه يواجه الاحتلال اليمني منذ يوليو 1994م بعد فشل وحدته مع نظامه وبقي يصارع سلميا بما عرف بالقضية الجنوبية التي رفعت مطالبها نحو التحرير والاستقلال منه.

ومنذ الأزمة اليمنية 2011م التي فجرتها أجنحة النظام اليمني حينها مع موجة الربيع العربي ظل الجنوب هو متسيد المشهد بقضيته التي اعترف بها الجميع وفرضت أجندتها على ما عرف بالحوار الوطني، واعترف بها جميع قادة النظام، وأدار الجنوبيون معركتهم منذ تلك اللحظة بشيء من الحنكة السياسية، واستطاعوا أن يبنوا لهم تحصينات أمنية وعسكرية تواجه النظام بكل أجنحته المتصارعة التي نقلت معركتها من صنعاء إلى عدن، وأفشل الجنوبيون كل مخططاتهم عليها في حرب 2015م التي مثلت معركة تحدٍّ ومصير رغم عدم تكافؤ القوة، ومعها انطلقت عاصفة الحزم ودخلت القضية الجنوبية مباشرة في المواجهة لإسناد التحالف، واستطاع الجنوب أن يحرر أرضه من قوات الاحتلال اليمني ويشكل رافعته السياسية في 2017م المجلس الانتقالي لتنتقل المعركة إلى مربع المواجهة السياسية مع استمرار معركته العسكرية.

إن القضية الجنوبية اليوم أخذت منحى متقدما في مسار نضالها الوطني بالاعتراف الدولي والإقليمي بها وبالمجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي لها وهو يخوض معركة شرسة مع خصومه بمختلف مشاربهم من أجل انتزاع حقه المشروع في استعادة دولته على حدود 1990م المعترف بها دوليا، ومهما بدت للبعض أن الظروف والتوجهات السياسية الإقليمية والدولية غير مواتية من وجهة نظرهم لتحقيق ذلك فإن المهم جدا على الجميع أن يدركه بأن هذه القضية قضية مصير يخوضها شعب آمن بحقه في تقرير مصيره واستعادة وطنه مهما كلفه ذلك من تضحيات ووقت للوصول إليها فهي معركة مصيرية لم تنته إلا بتحقيق أهدافها.. فمتى يفهم الجميع معنى المعركة؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى