إسدال الستار أم إثارة الغبار؟

> إذا صح ما تداولته الأخبار والمواقع عن تعيين سفير لإيران في صنعاء، فإن ذلك إيذانا بطي مرحلة من عمر الشرعية المختطفة بيد الإخوان المسلمين المتدثرين بعباءة حزب الإصلاح اليمني، مستغلين ضعف الرئيس هادي وعدم وجود حزب أو حاضنة شعبية تسنده.
ولقد سبق أن أقدمت إيران على اعتماد إبراهيم محمد الديلمي سفيرا للجمهورية اليمنية (الحوثية) بديلا عن سفير الشرعية الهادوية المفترضة!

ويأتي التصعيد الجديد، إذا صدقت الأخبار، ليسدل الستار على مسمى الشرعية بالرياض، وخاصة إذا قدمت أوراق الاعتماد أمام مهدي المشاط المعين رئيسا لجمهورية صنعاء، وبالتالي فإن جمهورية الرياض ستتلقى ضربة قاضية nockdown، وبمعيتها المملكة الشقيقة زعيمة العاصفة والتي أصبحت شبيهة بـ(كوس عنتر الترابي) كما جاء في أمثالنا الشعبية. وكوس عنتر يأتي كثيرا في الصيف والخريف مكونا من ريح تدور حول ذاتها وتسير مرتفعة للأعلى وعلى السطح وتزيد حجمها مع كل تقدم، وبالنهاية مع الصعود للأعلى ينتهي ذلك الكوس معلقا بين السماء والأرض بعد أن سبب متاعب للعيون ونقل المخلفات البسيطة من مكان لآخر.

إسدال الستار هذا هل يثير غبار معركة شاملة إقليمية أو كما هي سابقا بعد خفتت واتجهت جنوبا؟
وهل فشل الشرعية المختطفة والمملكة سيدخل الجنوب في غبار معارك جديدة لإيجاد موطئ وطن للشرعية المطرودة أو المنسحبة والمنبطحة برغبتها في خريف 2014م؟
إيران لن تقدم على هذه الخطوة عن طريق التسلل، ولن يرفع الكبار كرتا أصفر ولا أحمر في وجه خطوتها التصعيدية تلك، لأن ذلك واضحا من خلال السكوت أولا على الاعتراف بالديلمي سفيرا للحوثة فرع أو جمهورية صنعاء سابقا، وتسليمه مبنى سفارة اليمن بطهران.

هذه الخطوة الإيرانية تؤكد أن المملكة تسير على غير هدى، وكذلك الشرعية المختطفة أكدت للعالم بعجز تلك الشرعية وبأنها ليست سوى مجموعة مافيا فاسدة، ومن غير الجائز من وجهة نظر العالم  استمرار الحرب لمجرد الحرب.
سبق للكاتب أن كتب حول الشرعية والتحالف مقالات عدة، من ضمنها وليس كلها:
1. العنوان الرئيسي للحرب يجب أن يتغير، 2017م.
2. ضرورة فض الاشتباك بين المرجعيات الثلاث، 2018م.
3. مخرج آمن من الحرب، 2019م.
4. الورطة والمخرج، 2020م.
عدد وحلل فيها أسباب العجز ووضع بعض المقترحات والحلول.

وها نحن اليوم نصحو على دعوة المجموعة الأوروبية تقول إن قرار 2216م طوته الحرب وعلى المجتمع الدولي رعاية حوار شمالي وجنوبي بين الحوثيين والانتقالي وبرعاية الإمارات العربية المتحدة. وهذا القرار سبق وتطرقت إليه واستحالته في مقال ضرورة فض الاشتباك بين المرجعيات الثلاث.
ختاما الآن هل ستقدم إحدى دولتي التحالف على تطير العلاقة مع الجنوب ليس على المستوى الذي اختطته وأقدمت عليه إيران، وإنما على الدفع بالجنوبيين نحو إعادة لحمتهم ومساعدتهم والضغط عليه ليكونوا جبهة واحدة لاستعادة الدولة الجنوبية؟ أم أن التحالف سينهي معركته بهزيمة نفسه وهزيمة من وقف معهم ليكونوا تحت الإدارة الإيرانية الحوثية بعد حرب ست سنوات عجاف؟
ننتظر الغد، والغد لناظره قريب.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى