انعقاد أعمال المؤتمر الأول للبناء والمقاولات في عدن

> تغطية/ عبدالقادر باراس

>
محافظ عدن: علينا الخروج من الحروب والدمار والانصهار في بناء المستقبل
رئيس الغرفة التجارية: شركات المقاولات هي الحلقة الأضعف ولن تعمل إلا بوجود دولة واستقرار
المدخلي: البرنامج السعودي ملتزم بتسريع وتيرة الأعمال في سبيل تحقيق التكامل التنموي الفعال
21 ورقة عمل تبحث في 7 أهداف للوقوف أمام التحديات وبيئة الاستثمار
أقيمت صباح أمس بالعاصمة عدن أعمال المؤتمر الأول للبناء والمقاولات تحت شعار (معاً لمواجهة التحديات وتعزيز فرص التنمية)، والتي نظمته مؤسسة المستثمر للمؤتمرات والمعارض بالتنسيق مع الغرفة التجارية والصناعية والهيئة العامة للاستثمار بعدن، وبحضور محافظ عدن أحمد حامد لملس، ومحافظ لحج اللواء أحمد تركي، ود. الخضر لصور رئيس جامعة عدن، ورئيس الغرفة التجارية بعدن أبوبكر سالم باعبيد، م. أحمد عواجي مدخلي، مدير مكتب البرنامج السعودي لتنمية وإعمار بعدن، وعلي عاطف وكيل وزارة التجارة والصناعة، ومسؤولي السلطة المحلية بعدن، ورجال المال والأعمال، ونخبة من المختصين وأصحاب الشركات والمقاولات والإعلاميين.

دعوات الدولة
وعقب افتتاح المؤتمر قال محافظ عدن أحمد حامد لملس في كلمته: "علينا أن نخرج من الحروب والدمار، ونبني اللبنات الأولى ونمضي إلى البناء والتنمية والانصهار إلى المستقبل، فعدن التي عودتنا على قهر الصعاب وتخطي العقبات ومواجهة التحديات. عدن وهي تحتضن هذا اليوم كحدث ينظر إلى مستقبلها من خلال انعقاد مؤتمر ومعرض عدن الأول للبناء والمقاولات الذي يأتي في بحث فرص التنمية، وسبل الاستثمار على أرضية صلبة لإعادة البناء والإعمار".

وأضاف لملس: "ندشن أعمال المؤتمر الأول للبناء بعد جهود كبيرة مبذولة، للوصول إلى هذه المرحلة، ونتطلع إلى أن يقدم المؤتمر رؤية متكاملة حول فرص الاستثمار وفق الإمكانيات الكبيرة والعوامل المتوفرة التي ينبغي أن تشجع المستثمر ورجال المال والأعمال، وتحفزهم نحو المشاركة في مسيرة البناء والتنمية.
ونحن في السلطة المحلية بالعاصمة عدن ندرك أهمية المؤتمر، وندرك أن عدن بكل ما تملكه من مقومات يؤهلها لأن تكون قبلة لما تملكه من مقومات في المستقبل القريب، ومن هنا نؤكد على سعينا وحرصنا الدؤوب لتعزيز وترسيخ فرص التنمية والبناء، وبذل كل الجهود لتحقيق بنية استثمارية ملائمة ومشجعة للمستثمرين ورؤوس الأموال والتدخلات الخارجية للمساهمة في البرامج التنموية والإعمار في العاصمة عدن".

وشكر في ختام كلمته القائمين على هذا المؤتمر والمعرض على جهودهم الحثيثة، وعبر عن أمله أن تكون هذه الانطلاقة في هذا المؤتمر تقليداً سنوياً يدرس ويحدد المجالات الحديثة وفرص الاستثمار بما يعزز مسار التنمية والإعمار في العاصمة عدن بصورة خاصة وللوطن بشكل عام.

الاستثمار الخاص
ومن جهته، أكد رئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن أبو بكر سالم باعبيد على أهمية انعقاد هذا المؤتمر في عدن خاصة في ظل ما شهدته شركات المقاولات من تدمير بسبب الحرب، مما أدى إلى إيقاف عجلة الإعمار.

وقال: "شركات المقاولات التي تعتبر هي الحلقة الأضعف في الوقت الراهن، حيث لا توجد شركات مؤهلة، بكونها فئة مهمة لأن المقاولات هي أساس البناء، لكنها الآن أصبحت هي الأضعف بسبب تضررها في الحرب وتوقفت، فلها الآن استحقاقات للحصول على أموالها، ولن تعمل إلا بوجود دولة واستقرار، ولذا علينا أن ننتقل من مرحلة الحرب إلى الدولة للبناء والإعمار".

وأشار باعبيد إلى دور البرنامج السعودي، وما يقدمه من مشاريع قائلاً: "بدأ البرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن عمله، لكنه ينتظر الكثير للقيام بمشاريع كبرى، ولم يبدأ بعد، وهي بحاجة الأمن واستقرار، وكثير من يعتقد أنها قد بدأت، لكننا نقول إن من سينفذها نحن وليس غيرنا، نحن نشكر المملكة العربية السعودية، وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرهما من الدول بدعمهم لنا، لكنهم في الأخير يدعمون بالمال والمشورة والنصيحة، لكن التنفيذ علينا، فإذا لم ننفذها في بلادنا فلم ينفذها لنا أحد".

ونوه باعبيد بما شهدته البلاد من ضياع وأزمات وحروب قائلاً: "علينا أن ننتقل من مرحلة الثورة إلى مرحلة العمل في بناء الدول، يكفي ما أضعناه وما يعانيه المواطن، ولا يمكن أن تبقى عدن بوضعها الحالي بالمؤخرة في ذيل القائمة إطلاقاً، فعدن هي منطقة أفضل، ولا بد أن تأخذ دورها الحقيقي، ولا يصلح أن يبقى الوضع هكذا، فلابد لنا أن نتقدم كبقية الدول، نحن نريد أن ننطلق، ولن يتحقق ذلك إلا بقيام دولة وبقطاع خاص قوي معاً، فإذا كانت الدولة ضعيفة والقطاع الخاص قوياً حتماً سيتأثر القطاع الخاص، كذلك لا يمكن أن تكون الدولة قوية والقطاع الخاص ضعيفاً، فالدولة والقطاع الخاص متلازمان في التنمية والبناء، وعاملهم مشترك في الاستقرار، ومهم لنا جميعاً من خلالهما أن تتحسن الأوضاع وتخلق الفرص والعمل وإنعاش البلد، وتعود في الأخير فوائدها للوطن والمواطن، وهذا لن يتحقق إلا بشراكة الجميع، علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة لننتقل إلى مرحلة بناء الدولة، ونبتعد من كل الأزمات، فيكفي ما عانيناه من ويلات الحروب والأزمات، ومضي لنا ستون عاماً من التأخير، ولن يصلح شأننا إلا إذا أصلحنا أمورنا بأنفسنا، نحن الآن لدينا محافظ يشهد الله له بنيته الصادقة في العمل، وعلينا أن نتكاتف ونخرج من وضعنا الحالي، ونبدأ بالبناء الصحيح".

وأضاف: "مشاركتنا في هذا المؤتمر ستعزز الفرصة بإعطاء الضوء الأخضر لنؤدي إلى المستوى المطلوب في إعادة البناء والإعمار، فلا بد من المشاركين والمستثمرين ورجال الأعمال أن يجهزوا أنفسهم ليحصلوا على كل المشاريع وليست مشاريع منقوصة، لأننا بحاجة إلى مشاريع قوية، لكنها تحتاج إلى عمل صادق ورجال أقوياء لديهم الإرادة الحقيقية للوصول إلى مرحلة أرقي. المؤتمر لديه أكثر من 20 ورقة عمل. نرجو من الإخوان الأكاديميين أن يتوصلوا إلى مخرجات ترفع من شأن الشركات والمقاولات".

وطالب باعبيد في ختام كلمته وزارة الصناعة بالعمل على إيجاد حل في موضوع إعطاء درجات التراخيص بالقول: "لا بد أن تحصل الشركات على تراخيص من هنا كلاً حسب درجاته ولا ينتقلون إلى مكان أخر، كما على الشركات أن تتجهز بتوفير المعدات والمهندسين والعمالة والمهارة، ونحن على يقين أن الإخوة في المملكة سيقفون إلى جانبنا، ونشكرهم على وقوفهم معنا، فلا بد أن نحفزهم على جديتنا لأننا منتظرون مشاريعهم الكبيرة، وهذا لن يحصل إلا بمساعدتكم لنتجاوز الازمة، وبذلك تنطلق عدن نحو البناء والإعمار، فلا استثمار إلا بخلق بيئة متكاملة، لنخلص من الإشكاليات، وننتقل إلى مرحلة البناء".

شراكة السعودية
من جانبه، استعرض م. أحمد عواجي مدخلي، مدير مكتب البرنامج السعودي لتنمية وإعمار بعدن، شراكة البرنامج في هذا المؤتمر قائلاً: "تواجدنا في هذا المؤتمر والمعرض الأول من نوعه للبناء والمقاولات في عدن، لتمثيل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الذي يسخر إمكانياته لبناء الإنسان وإعمار المكان، واسمحوا لي أن أعرب عن تقديري لجهود جميع العاملين في قطاع المقاولات، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من مشاريعنا في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، الذي يعمل على بناء الصروح التعليمية كالمدارس النموذجية والمباني الجامعية والمحطات والمرافق الصحية والكهربائية والموارد المائية وغيرها من المشاريع التنموية التي يسعى البرنامج من خلالها إلى تحسين البنية التحتية بما له أثر مباشر وإيجابي على حياة الأشقاء في اليمن".

وأضاف: "تعد المملكة العربية السعودية الشريك التنموي الأبرز لليمن الشقيق منذ عقود عديدة، ولم يتوقف ذلك عند العلاقة الوطيدة التي تربط قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، بل امتد إلى الدعم الاقتصادي المباشر وتمويل وتنفيذ المشاريع الحيوية، وتمكين وصول الأهالي إلى الخدمات الأساسية في أنحاء مختلفة من الجمهورية اليمنية، وفي قطاعات اقتصادية وتنموية عدة. انطلاقاً من هذا الدعم يأتي البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ليتوج تلك الجهود بالعمل الوثيق مع الحكومة اليمنية، وخلق شراكة فاعلة مع القطاع الخاص اليمني، والمقاولين والموردين اليمنيين، والمكاتب الاستشارية ، وشركائنا في التنمية والإعمار لتنفيذ مشاريع البرنامج في مختلف المحافظات اليمنية. كما أن البرنامج السعودي يسعى إلى تنمية وإعمار اليمن بشكل دائم لعمل كل ما يلزم وتسريع وتيرة الأعمال والتخفيف من أثر التحديات التي تواجه إنجاز المشاريع، بهدف رفع كفاءة وجودة الخدمات اليومية التي يستفيد منها الأهالي، بما يتضمن تذليل كافة الصعوبات التي تواجه المقاولين في اليمن، في سبيل تحقيق التكامل التنموي الفعال، وبالتعاون مع الحكومة اليمنية والجهات ذات العلاقة، فإننا نعمل على دعم المقاولين والموردين ورفع نسب إنجاز وجودة مشاريعنا التنموية التي ينفذها المقاولين اليمنيين، لتحقيق التنمية في قطاع المقاولات، وتمكين المقولين والقطاع الخاص بما يعزز الاقتصاد في اليمن، حيث تمنح مشاريعنا فرص عمل متعددة في مجالات الاستشارات، والتصميم والتوريد والبناء والإنشاء".

وختم م. مدخلي كلمته بتعاون البرنامج مع السلطة المحلية بمنح المزيد من فرص العمل المتنوعة للمقاولين اليمنيين، لتتكامل الجهود من أجل تحقيق مصلحة الإنسان اليمني أولاً، حرصاً على تلبية احتياجات الأهالي، والتأكد من إحداث فرق وإعمار وتنمية.

رؤية المنظمون
وعبّر رئيس مؤسسة المستثمر للمؤتمرات والمعارض عبدالقوي العديني بكلمته عن افتتاح المؤتمر وشكره وتقديره للحاضرين ومشاركتهم في أول مؤتمر اقتصادي يعقد في العاصمة المؤقتة عدن، قائلاً: "هذا المؤتمر الاستثنائي يهدف إلى الوقوف أمام التحديات التي يواجهها مجتمع الاقتصاد والأعمال من جهة وبيئة الاستثمار وسبل تحسينها واحتياجاتها، والمتطلبات اللازمة لإنعاشها من جهة ثانية، ويحدونا أمل كبير أن بمقدورنا جميعاً الخروج برؤية موحدة تصب باتجاه نجاح المؤتمر وتحقيق كافة الأهداف والغايات المثلى التي رسمت له. لدينا 21 ورقة عمل بالغة الأهمية تعمل على تدعيم الخطوات للسير نحو المستقبل".

وأضاف: "خلال الفترة الماضية قمنا بصياغة دليل المؤتمر التعريفي بعد التوصل والتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة المعنية، ومع بعض المنظمات الدولية، وفي الحقيقة خلال عملية التواصل والتنسيق طرحت على اللجنة المنظمة وفريق العمل العديد من الأسئلة والاستفسارات أهمها تركز حول معرفة أهداف هذا المؤتمر والفرص التي ستقدم، وكذا دور القطاع الخاص في عملية إعادة الإعمار، وجميعها أسئلة جوهرية".

ولخص العديني أهداف المؤتمر بسبع نقاط على النحو التالي: "تشخيص طبيعة الواقع الاستثماري في اليمن بكل تحدياته ومشاكله والمعوقات التي تواجهه والخروج برؤى وتصورات موحدة عن الحلول والمعالجات المناسبة والضامنة لإعادة إنعاشه -التعرف على رؤية الحكومة وشركاء اليمن بشأن عملية إعادة الإعمار المزمع تدشينها، وعلى خططها للمرحلة القادمة والتسهيلات التي ستمنحها للمستثمرين- والوقوف على حيثيات ومتطلبات إعادة الإعمار وتحديد طبيعة الإمكانيات البشرية والطبيعية والاقتصادية وسبل تسخيرها في إعادة الإعمار - المساهمة في خلق بيئة جاذبة للاستثمار، والتأكد على أن بيئة الأعمال في عدن ستكون مهيأة لاحتضان أي مشاريع استثمارية جديدة - إخراج شركات المقاولات والبناء من حال الركود والتراجع الذي واجهته خلال السنوات الماضية، وخلق فرص ترويجية جديدة أمام العلامات التجارية وفتح آفاق وفرص أوسع للتواصل بين المستثمرين ومع الجهات ذات العلاقة - توفير بيانات ومعلومات كمية وكيفية عن الواقع الاستثماري في اليمن بما يمكن متخذو القرار من وضع حلول مستدامة تساهم في تعزيز الخطط والبرامج الإستراتيجية لعملية إعادة الإعمار والتنمية بشكل عام - إشراك القطاع الخاص في رسم السياسات الاقتصادية والتنموية ودراسة البرامج والمشاريع المستقبلية".

ختم العديني كلمته قائلاً: "نأمل أن يمثل هذا المؤتمر تحولاً حقيقاً وانطلاقة جديدة ونوعية في مضمار التنمية والإعمار، ونتمنى أن تشهد تحسناً وتطوراً في بيئة الاستثمار، لأن العالم ما زال يسأل: هل يمكن لهذا الميناء العريق والفريد بموقعه الإستراتيجي أن يستعيد مكانته الدولية بين مواقع العالم؟ قد يبدو الطريق طويلاً، لكن بإرادتكم وعزيمتكم أنتم رواد الأعمال وهذا الحماس والحرص المسؤول لدى القيادة الجديدة في السلطة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن ما يدفعنا للتفاؤل والقول بأن عدن صارت أفضل".

وكان المشاركون في المؤتمر قد بدأوا أولى جلسات أعمالهم باستعراض ملخص أوراقهم في محورهم الأول بعنوان: (جهود التعافي ورؤية التنشيط الاقتصادي) تركزت الورقة الأولى "الجهود الحكومية لإحياء الاستقرار والتعافي الاقتصادي لـ م. خالد محمد سعيد من وزارة التخطيط"، والورقة الثانية "الفرص الاستثمارية الواعدة لـ أ. إقبال محمد منير من الغرفة التجارية بعدن"، والورقة الثالثة "رؤية لتعزيز دور الاستثمار في عدن لـ أ. علي جوهر من الهيئة العامة للاستثمار"، والورقة الرابعة "المعوقات والتحديات للاستثمار لـ أ. نزيه الشعبي من الهيئة العامة للاستثمار"، والورقة الخامسة "تعثير مشروعات التنمية في اليمن لـ د. محمد أحمد ثابت من وزارة الاشغال"، الورقة السادسة "تخليق البيئة الاستثمارية الجاذبة ودور التمويل المصرفي لـ د. محمد عمر باناجه من جامعة عدن"، والورقة السابعة "دور الوزارة في تخصيص أراضي لأغراض الاستثمار لـ م. عبدالرحمن الناشري من وزارة الصناعة".

وتتواصل اليوم الإثنين جلسات المؤتمر باستعراض المحور الثاني عن (فرص نجاح مشاريع البناء والتشييد).
وتخلل المؤتمر عرض فيلم وثائقي قصير يتناول أهمية عدن التجاري والاستثماري، كما افتتح في المعرض أعمال لمختلف القطاعات الصناعية لأصحاب الشركات والمقاولات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى