حكومة 5 نوفمبر.. مَن يرحل؟!

> لم تبقَ إلّا أيام قليلة على حلول هذا التاريخ، فإذا جاء 5 نوفمبر قبل الإعلان عن الحكومة الجديدة، فمن حق الشعب أن يقول إن عهد علي عبد الله صالح بعثراته كان الأفضل، وهذه ستكون قاصمة ظهر "الشرعية"!
* سيقول الناس إن 11 فبراير كان نكسة، لأن الشعب في هذا البلد ليس لديه مزيد صبر للوقوف في صف الشرعية حتى النهاية، فللصبر حدود، وقد أظهرت النُخبة الحاكمة عجزاً في كل شيء إلّا من سوء الأوضاع على مختلف الأصعدة!

* أما "الجنوب" ربما يكون في حِل من "الاتفاق المؤجّل" الذي يتناوشه تُجّار الحروب، ولم تستطع الشرعية معه أن تُعلن تشكيلة حكومة المناصفة، ما يترتّب على ذلك انتظار تاريخ 30 نوفمبر بفارغ الصبر لإعلان الاستقلال الثاني عطفاً على الوطن الذي ينزف ويتمزّق منذ ست سنوات!
* سيقول المواطن اليمني إن الرئيس صالح استطاع أن يحافظ على الوحدة، بينما لم تقدر شرعية هادي أن تفعل مثل ذلك، ما سيعزِّز في وعي الناس أن الرئيس الراحل كان "داهية" وراقصاً بارعاً على رؤوس الثعابين، رغم فساد نظامه واستبداده!

* أين كان الحوثي في عهد صالح؟ أليس في الجُرف؟!
ثم من أخرجه من الجُرف ليستولي على الدولة ويسيطر على المحافظات؟.. أليس علي عبد الله صالح؟!

ما يدلُّ على أن الرئيس كان قوياً، وهو من يمسك بزمام الأمور، وأن كل شيء في قبضته!
وإنما قتلوه بتواطؤ من أنصاره لأنهم كانوا يعلمون أنه سيعيدهم إلى الجُرف الذي لا يُطيقونه من جديد!

* كلنا هتفنا للتغيير، وكتبنا على الجدران عبارة "الشعب يُريد إسقاط النظام" و "ارحل" طمعاً في غدٍ أفضل، لكن لم نرَ "يمناً جديداً ولا مستقبلا أفضل".. ولربما يكون الكثير أشد ندماً الآن عندما يمرُّ 5 نوفمبر ولم يُعلن عن تشكيلة المناصفة بين الشمال والجنوب، وبقيت الشرعية عاجزة عن كل شيء بينما مليشيا الانقلاب تعبث في نهم وصرواح وتهدّد باقتحام مأرب!

* كان المواطن في هذا البلد لا يعرف الريال السعودي ولا الدولار الأمريكي وحاله مستور وأوضاعه مستقرة رغم الفقر وقلة ذات اليد، كما أمِنَ على نفسه من القتل والخطف والقنص والسحل والتعذيب والسجن والاغتيال والتمثيل بجثته وحقول الألغام والتهجير والنزوح والشتات، الآن كل هذا يحصل بصورة شبه يومية، ما يؤكد أن صالح كان ذكيّاً ورحيماً حتى وإن كان في سلوكه مصادرة صناديق الاقتراع وتزوير العملية الانتخابية!

* 5 نوفمبر "الفرصة الأخيرة" أرونا منكم عزماً وحزماً أيُّها السادة.. تعلّموا قليلاً من عفوية الرئيس الراحل الذي كان حُرّاً وشهماً واثقاً بنفسه، رغم العيوب والمثالب التي رافقت نظام حكمه، حتى لا تُصيبكم لعنة "مَنْ يرحل؟!" التي قالها مُشفِقَاً على هتاف شارع الستين بمدينة صنعاء!
* الآن وقد رحل كل شيء المعيشة والسِتْر والأمان والخدمات والريال، رأينا كم كان مُشفِقاً حقاً، بينما يبدو أن صدى "مَنْ يرحل" لم يرحل!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى