مركز الإرشاد والتدريب الزراعي بأبين.. بين إنجازات الماضي والواقع المؤلم

> تقرير/ عبدالله الظبي

> أسس مركز الإرشاد والتدريب الزراعي في العام 1970م ليكون أول مركز زراعي على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ويرفد الدولة بكادر إرشادي متخصص يعد الأساس في العمل الزراعي وتنميته في المحافظات الجنوبية.

خلال فترة السبعينيات إلى الثمانينيات ازدهر نشاط المركز وبالتالي ازدهرت الزراعة في الجنوب التي مثلت عصب الاقتصاد حينها، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا، فما تبع حرب صيف 94م من أحداث تستهدف شعب الجنوب ومقدراته وكوادره طالت مركز الإرشاد الزراعي، فضعف النشاط الزراعي بشكل ملحوظ وتأثر الزرع بالمبيدات والسموم الضارة للتربة وبات الجنوب حتى يومنا هذا يعتمد على ما يتم توريده من خضار وفواكه من الشمال بعدما كانت أبين تغذي جميع المحافظات وتغطي احتياجها بل وتصدر للخارج العديد من المحاصيل التي اشتهرت بها.
يعد أول مركز في اليمن الديمقراطية
يعد أول مركز في اليمن الديمقراطية

"الأيام" التقت مدير مركز الإرشاد والتدريب الزراعي بمحافظة أبين، لتطّلع على حال المركز وما يحتاجه، ليعود ويفعل دوره الذي لا شك سيكون له أثر وسيسهم في تعافي الزراعة في الجنوب.
أبوبكر صالح
أبوبكر صالح
قال أبو بكر صالح عمر، مدير المركز: "كان الإرشاد والتدريب الزرعي بمثابة همزة الوصل ما بين مركز البحوث الزراعية والمزارعين، يعمل على استخراج أصناف عدة من الحبوب والخضروات وينفذ تجارب متعلقة بالبحوث التي يقدمها مركز البحوث في حقول خاصة، بعدها يعمم النتائج على المزارعين لضمان عدم تضرر حقولهم الزراعية".

وأوضح أن للمركز دورا رياديا وهاما في الدولة، إذ كان يصدر مجلة إعلامية إرشادية شهرية تصل إلى مكتب رئيس الجمهورية، ليطلع الجميع على الأنشطة الزراعية ومخرجات ونتائج عمل المركز، إضافة إلى أمسيات وأفلام سينمائية كان ينتجها قسم الإعلام في المركز، وذلك بفضل الميزانية التشغيلية التي كانت تخصص له والإدارة التي تشرف عليه.

وأضاف: "تم ضمنا بعد عام 94م إلى مكاتب الزراعة، ومنذ ذلك الحين ضعف نشاطنا تدريجيا، لم تخصص للمركز ميزانية حتى اللحظة، ونحن نعمل بجهود ذاتية للمحافظة على سمعة الإرشاد من خلال العلاقات التي كونها مع المزارعين، أما الأجهزة والمعدات فقد نهبت خلال حرب عام 2011م ولم يتبقَّ شيء يقوم عليه المركز حتى المراوح، فاضطررنا بعدها لشراء الأثاث الضروري والأبواب والنوافذ من رواتبنا حتى لا يتوقف المركز عن تقديم خدماته ولو بشكل ضئيل جدا مقارنة بما كان عليه من سابق ولكن شيء من لا شيء".
تدمير ممنهج لقطاع الزارعة وتمزيق سلة الجنوب
تدمير ممنهج لقطاع الزارعة وتمزيق سلة الجنوب

وأشار إلى أن حجم التدمير الذي طال المركز حرمهم حتى من وسيلة المواصلات، إذ يعتمدون حاليا على المزارعين أنفسهم في إيصالهم للحقول وتنفيذ نزولاتهم، "لنا لقاءات حاليا كل يوم خميس مع المرشدين الزراعيين ومتطوعين نناقش خلالها نتائج أعمالهم الأسبوعية ونطلع على المشاكل لحلها أو تحويلها لمركز البحوث الزراعية".

وبالسؤال عن دور مكتب الزراعة في المحافظة، أكد عمر أن "المكتب لا توجد لديه إمكانات للنهوض بوضع الزراعة ولو بالشيء القليل، مشيرا إلى أن تدخلات بعض المنظمات الدولية ساعدت على استمرارية نشاط المركز وتحفيز منتسبيه من المهندسين المرشدين، تدخلت منظمة كير بدعم 700 مزارع في مناطق دلتا أبين، 200 مزارع دعمتهم ببذور الفول السوداني، و500 مزارع ببذور محصول الطماطم والبصل وبعض المعدات، طلبت من الإرشاد حوالي 28 مرشدا زراعيا لتنفيذ ومتابع العمليات الزراعية لهذه المحاصيل، اعتبرناها دفعة للأمام في مجال الإرشاد، وكنا قد نفذنا مع منظمة الفاو مشروع دعم المزارعين، حيث قدموا لهم أعلافا وبذورا ودواجن واستعانوا بـ 34 مرشدا من المركز لعمل دورة تدريبية توعوية، مثل هكذا مشاريع ولو أنها قصيرة المدى تعطينا حافزا للاستمرار بالعمل رغم الإهمال من قبل مؤسسات الدولة ذات العلاقة".

وأفاد بأن الحاجة لخبرات وكوادر مركز الإرشاد والتدريب حاليا أكبر من السابق، فالمزارع قديما ورث الزراعة عن أبيه وجده وتلقى تدريبا عبر المركز بشكل مستمر ومتابعة لنشاطه في المزرعة، وكان يطلع وينفذ توجيهات ومخرجات البحوث ليحصل على إنتاج عالٍ من الأراضي، فيما الآن المزارع تاجر يبحث عن الربح السريع غير مبالٍ بالأضرار والمخاطر نتيجة المخالفات التي يرتكبها أثناء العملية الزراعية، إضافة إلى أنه لم يتلقَّ أي تدريب في هذا المجال.

وكان مركز الإرشاد والتدريب الزراعي فترة نشاطه يضم عددا من الأقسام الفعالة، منها قسم الإعلام الذي يعتبر العمود الفقري للمركز والذي ظل متبنيا برنامجا إذاعيا بثته إذاعة أبين منذ تأسيس المركز حتى 2015م، قسم الوقاية، قسم المرأة الريفية الخاص بأنشطة المرأة في الريف، قسم الغابات والمراعي إضافة إلى قسم الإنتاج الحيواني الذي كان يقدم الاستشارات الفنية البيطرية لمربي الحيوانات وكانت استشارات متعلقة ببناء الحضائر وتربية الدواجن.

باسم سالم
باسم سالم
وقال رئيس قسم الإنتاج الحيواني بمركز الإرشاد والتدريب الزراعي باسم سالم عقيل: "الإنتاج الحيواني كغيره من الأقسام في المركز يفتقر للكثير من الإمكانات إضافة إلى الكادر المتخصص في هذا الجانب، نحن نعمل بالإمكانات المحدودة ليس لدينا سوى ما تقدمه بعض المنظمات الدولية مثل الفاو، منظمة DRC، منظمة براجما، ومنظمة أدرا من حين إلى آخر"، مناشدا مدير مكتب الزراعة ووزارة الزراعة والمنظمات العاملة في هذا المجال إيلاء المركز الاهتمام اللائق به كأساس للعمل الزراعي والنهضة الاقتصادية في البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى