إتفاقية إذْ.. وا أسفاه !!

> انقسمت الجبهة المناوئة للانقلاب، وتأخّر الحسم، فطال أمد الحرب واستفحلت الأزمة، حتى جاء المبعوث الأُممي بخطة "الإعلان المشترك" بشروط الحوثي الذي يعمل في جبهة متماسكة وغير منقسمة!

* سيخرج التحالف هذه المرة من "المشكلة اليمنية" بعد أن أرهقه الساسة لست سنوات، وسيقف طرفا النزاع لوحدهما أمام هيئة الأُمم والعصا الأُممية!

*هذا "الإعلان المشترك" الذي جاء حظّا سعيداً للجماعة في صنعاء، أضاف له الحوثي أيضاً شرطين بينما جريفثس يصغي إليهما:

-يُمنع طلوع طائرات المراقبة على مطار صنعاء.

- يتم إدخال الموارد المالية إلى البنك المركزي في صنعاء ويكون هو المسؤول عن دفع الرواتب. قُضيَ الأمر الذي فيه تستفتيان!

*ذهبت خمس سنوات من الحرب، زُهِقَت فيها أرواح زاكية وسالت دماء غالية، وأصاب أهل اليمن ما أصابهم من الخوف والجوع والشتات ما الله به عليم. وا أسفاه!

*بدأ الآن أن التحالف سيقبل خطة المبعوث الأُممي رِضىً أو على مضض، وربما يرى فيها فرصة لمغادرة المشهد المشحون بالغضب والكراهية بين أظهُر قوم قال فيهم نبي الأُمة أنهم " أرق قلوباً وأليَن أفئدة". وا أسفاه!

*يفتح هذا الاتفاق للحوثي دُنيا اليمن كما يحب أن يراها برّاً وبحراً وجوّا، وإن كان بإدارة مشتركة من الطرفين، لكن يبدو أن الشرعية ستكون الطرف الأضعف. وآسفاه !

*" خُطّة إذْ "الأُممية تُمنّي الشعب بوقف الحرب وصرف الراتب وحرية التنقُّل بين صنعاء والحديدة وفتح الدريهمي والحوبان والسفر إلى صعدة ومأرب وكأن محافظات الشمال تشطّرت وجاءت الوثيقة الأُممية لإعادة اللُحمة وتحقيق الوحدة بعد خمس سنوات من الحرب والانفصال. وا أسفاه!

*كُرِّرت في نص الإعلان كلمة "إذْ" ست مرات على هذا النحو:

" إذْ اجتمعا، إذْ يصممان، إذْ يدركان، إذْ يساورهما، إذْ يؤكدان، إذْ يُعلنان" وبين هذه "الإذّات" الأُممية قلق الأُمم المتحدة من جائحة كورونا، والأوضاع الإنسانية، والتصعيد العسكري، والرغبة في طي صفحة العنف، والوصول إلى حل سياسي، وضمان الرخاء لشعب اليمن، واحترام السيادة، ثم قالت الخُطّة الأُممية في هالة إعلامية ومانشيت عريض: "وقف إطلاق النار في كافة أرجاء اليمن بمجرد التوقيع على الاتفاق ووضع تدابير إنسانية واقتصادية واستئناف المشاورات السياسية. رُفِعَت الأقلام وجُفّت الصحف!".

* يبدو أن كلمة "وقّع" هذه المرّة أمر أُممي لا يقبل التردُّد أو التلكؤ، وسيحمل الطرفين الشرعية والحوثي على التوقيع ومن فوقهما سيحمل جريفثس العصا الأُممية. وآسفاه!

*يوم التوقيع على الإعلان سيدرك أهل اليمن كم كان التحالف طيباً وشفوقاً على الساسة اليمنيين في صراعهم الطويل على المال والسلطة، الذي بدأهُ انقلاب المليشيا على الدولة وكان سبباً في تفجير الحرب، حينها سندرك نحن اليمنيين المتضررين من الحرب كم كان حظ الجماعة في صنعاء سعيداً عندما سلمتّنا شرعيتنا المغلوب على أمرها لقيادتهم في صرف الراتب وإدارة شؤون البلد، بينما أُعطي الجماعة حريّة التنقُّل إنساناً واقتصادا في الفضاء والبحر والبر دون أي رقابة إلا من "الأونفيم" التي قيل إنها آلية الأُمم المتحدة للتحقُّق والتفتيش. وا أسفاه!

*شكراً للتحالف، وداعاً للشرعية، أهلاً بالحوثي، ترحيب بالعصا الأُممية. إنّها خُطَّة "الإعلان المشترك"، إنّها اتفاقية (إذْ). وا أسفاه!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى