انكسار

> نجلاء القصيص

> همستْ في أذنِها:

الآن- يا صغيرتي- أصبحتِ في سنِّ المراهقة. حينَ تكبرينَ قليلًا، سيتزاحمُ على بابِنا العرسان.

كلُّهم يتمنّونَ موافقتَكِ وسعيدُ الحظِّ مَن سترضينَ به فارسًا لأحلامِك!.

وتمضي عجلةُ الأيّامِ دونَ أنْ تشعرَ بها.

في أحدِ المساءاتِ الباردةِ، تطفِئُ الإضاءةَ قبلَ خلودِها إلى النّومِ، وتحتضنُها- كعادتِها كلّ مساءِ-:

لقد عزمتُ على تزويجِكِ بمحمودٍ ابن أخي، فقد أصبحتِ شابَّةً، ألستِ في العشرين؟

كفى، فأنا أريدُ أنْ أفرحَ بكِ؛ أن أراكِ عروسًا.

كلُّ يومٍ تردِّدُ كلامًا مختلفًا عن اليومِ الذي سبقَهُ، تفرِشُ الوردَ لأحلامِها متماديةً كثيرًا، فالأمهاتُ يحلُمنَ أنْ تعيشَ بناتُهنّ ملكاتٍ، وهي مثلهنّ.

ذاتَ تعبٍ خاطبَتْها مُغْمِضةَ العينينِ:

مرّتْ الأعوامُ يا حلوتي، مضى الدهرُ كثيرًا ولكنكِ لا تزالينَ صغيرةً كأولِ مرّةٍ ضممتُكِ إلى صدري ورحتُ أرسمُ مستقبلَكِ!

تضمُّها، وتنفجرُ باكيةً، تتنهّدُ مِن أعماقِها حسرةً، وتفيضُ مزيدًا مِن الدمع، :

اليوم أصبحَ عمرُكِ ثلاثينَ وجعًا. أولادُكِ يلعبونَ حولي؛ سرقوا بصراخِهم النومَ من جفوني.

تضمُّ حلمَها، وتواصلُ النحيبَ، فالحياةُ لم تهبْها إلا الوحدة!.

ورغم ذلكَ تتجاهلُ بأنّها مجرَّدُ عجوزٍ عانسٍ تسبحُ مع أحلامِها، وحينَ تأويَ إلى فراشِها تحتضنُ دميتَها بحنان...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى