معركة أبين.. خطوة استباقية لفرض واقع يخرج «الإصلاح» من أزمته

> «الأيام» غرفة الأخبار

> قال قادة عسكريون ميدانيون إن القوات الجنوبية نجحت في إخماد ثلاث هجمات متتالية شنتها ميليشيات إخوان اليمن المدعومة من أطراف إقليمية أبرزها قطر وتركيا، في جبهة شقرة شمال شرق زنجبار العاصمة الإقليمية لأبين، فيما استبعدت مصادر سياسية يمنية وجود أي مؤشر على قرب تشكيل حكومة المناصفة التي كان من المتوقع أن يتم الإعلان عنها في سياق تنفيذ بنود اتفاقية الرياض.

ويقول قادة ميدانيون في أبين إن ميليشيات الإخوان جلبت خلال اليومين الماضيين مقاتلين من تنظيم القاعدة الذي يتمركز في بلدات ريفية بمحافظة البيضاء، وقد شنت ثلاث فرق انغماسية هجمات منفصلة، على مواقع القوات الجنوبية مستخدمة أسلحة متوسط وصواريخ محمولة، إلا أن القوات الجنوبية التي كانت على أهبة الاستعداد تمكنت من إخماد الهجوم الأول وتصفية العناصر المهاجمة، قبل أن تعزز قواتها مع الهجومين الثاني والأخير".

وحول الخسائر في صفوف المهاجمين قال مصدر قيادي "لا شك أنهم يخسرون الكثير من العناصر التي يبدو أنها لديها قدرة كبيرة في الهجوم والتمرس، وهي عناصر متدربة بشكل جيد، لكن خلال الأيام الماضية، رصدت قواتنا مقتل قادة بارزين في صفوف هذه الميليشيات وهم أمراء إرهابيون في تنظيم القاعدة، وبعيدا عن المواجهة ورصد تحركات العدو، إلا أن قواتنا تقوم بعملية رصد للعناصر الإرهابية التي يتم الدفع بها بين الفينة والأخرى إلى الجبهة".

وقال الصحافي محمد الحنشي إن القوات الجنوبية نجحت في التصدي لما وصفه أعنف هجوم للقوات المحسوبة على الحكومة اليمنية المؤقتة.. مشيرا في تدوينة على فيس بوك إلى أن "انغماسيين سيطروا على مواقع في جبال الدرجاج وأحرزوا تقدما للقوات التابعة للحكومة اليمنية المؤقتة، إلا أن القوات الجنوبية دفعت بقوات كبيرة وتمكن من استعادتها وتطهير تلك الجبال".

وذكرت مصادر عسكرية أن العشرات من الميليشيات الإخوانية قتلوا في الهجوم، وأن البعض لم يتم انتشال جثته بعد.

وجاء هجوم أبين بعد ساعات من رسالة مشفرة وجهها زعيم إخوان اليمن ورجل المخابرات السابق محمد اليدومي والذي دعا فيها إلى الإسراع في التقدم صوب زنجبار أبين، والسيطرة عليها.

وفسر السياسي اليمني نبيل الصوفي رسالة محمد اليدومي بأن ترجمتها "يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم".. العودة لزمن التقية والعمل السري.

وقال الصوفي "إن الإخوان في الشمال، شركة مصالح كبرى، لن تخوض أي حرب يهددها بالاجتثاث، سيتفقون مع المخابرات السعودية: سندفع الثمن المستحق، تجديد العقد، لكم ما تريدون وسمونا المؤتمر الشعبي العام. وقبائل اليمن. أو حتى منظمة الدعوة الحديثة.. وعينوا لنا أنتم البرنامج والوجهة.. والكل بيقول تم".

وقال الصوفي "لنا أمل في توجهات الأمير محمد بن سلمان، أن يرفض أساليب المخابرات التي ثبت فشلها من عهود مضت".

من ناحية أخرى كشفت تقارير إخبارية دولية عن قرب التوصل إلى إكمال التسوية بشأن الجنوب وإعلان حكومة المناصفة التي تعثر إعلانها بفعل رفض مسؤولين مرتبطين بقطر المضي في تشكيل حكومة تم التوافق عليها.

وتبرر أذرع الدوحة وأنقرة في حكومة هادي، رفضها تشكيل الحكومة إلى مطالبها بإعادة تعيين أحمد الميسري وزيرا للداخلية، بعد رفض المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكون له أي دور بعد ثبوت تورطه في حوادث إرهابية، ناهيك عن ارتباطات إقليمية معادية، للتحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وقالت مصادر قريبة من الحكومة اليمنية "إن إخوان اليمن الذين جرى الهجوم عليهم من قبل رجال الدين في السعودية، يرفضون كل الجهود التي تقوم بها الرياض لإعادة تصويب الحرب ضد الحوثيين، وهو ما يعني أن الرياض تواجه عقبات عدة، وسط تأكيدات عن اعتزام الإخوان تنفيذ عملية عسكرية واسعة في أبين والساحل الغربي وجبال الصبيحة.

وذكر مصدر وثيق الصلة بحكومة هادي أن "الإخوان هم المعرقلون لتنفيذ بنود اتفاقية الرياض التي يرون أنها قد تقصيهم من السلطة والحكومة والهيمنة، بعد أن أصبحوا يتحكموا حتى في القرارات الرئاسية".

وفسر المصدر دعوة زعيم الإخوان محمد اليدومي لأنصاره، بأنها جاءت بعد شعور الإخوان أن السعودية قررت الدخول في مفاوضات مع الحوثيين لإقامة منطقة عازلة بين اليمن والسعودية، يوافق عليها الحوثيون بوقف أي عمليات عسكرية في الأراضي السعودية، مقابل وقف العمليات العسكرية، ووضع نهاية للحرب التي عجزت حكومة هادي في تحقيق أي مكاسب ضد الحوثيين الموالين لإيران.

المكاسب الإخوانية في الجنوب، تحقق للرعاة الإقليمية مشروع تقاسم النفوذ بين إيران من طرف وقطر وتركيا من الطرف الآخر، فالحرب في أبين خطوة استباقية لتحقيق هذا المشروع، ويتضح من خلال القتلى والجرحى الذين أغلبهم يمنيون شماليون أن معركة أبين باتت ورقة أخيرة أمام الإخوان، لتحقيق هدف الدوحة، لكن لم تشعر الأدوات عن الهدف من وراء هذه الحرب، فيما إذا اتجهت السعودية والحوثيين إلى تسوية سياسية.

المكاسب التي يبحث عنها الإخوان في أبين، هدفها أيضاً حمايتهم من أي توجه إقليمي لمحاربتهم، على اعتبار أنهم الراعي الرئيس للتنظيمات المتطرفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى