الاشتراكي: هادي مطالب باستخدام صلاحياته لوقف نزيف الدم بأبين

> عدن «الأيام» خاص

> وجه الحزب الاشتراكي اليمني نداء إلى رئيس الجمهورية، مطالبا إياه باستخدام صلاحياته القانونية ونفوذه المعنوي لوقف المعارك الدائرة في محافظة أبين، وإيقاف نزيف الدم هناك، حتى لا تتحول إلى حرب أخرى أشد فتكا وضراوة بالشعب.
جاء ذلك في تحية وجهتها أمانته العامة أمس الأول إلى جماهير الشعب اليمني بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين ليوم الاستقلال الوطني المجيد الثلاثين من نوفمبر.

وأكدت الأمانة العامة للاشتراكي أن الحل الأمثل للمضي في طريق التسوية الشاملة ووقف الحرب هو تنفيذ اتفاق الرياض وآلية تسريعه بما فيه من تفاصيل سياسية وأمنية وعسكرية فورا ومن دون تأجيل، وأن تتحمل جميع الأطراف مسؤولياتها، فليس هناك من مبرر منطقي وموضوعي لتأجيل الانتهاء من تشكيل الحكومة والإعلان عنها وتنفيذ الشق الأمني والعسكري وفقا للخطط العملياتية التي يشرف عليها التحالف العربي.

واعتبر الاشتراكي الذكرى الثالثة والخمسين للاستقلال حدث استثنائي حاضر في التاريخ المعاصر لليمنيين، ومنجز عضوي في فكر كل اليسار العربي ويساريي العالم، بما تضمنه من أهداف في تحرير وبناء الإنسان، وبما أحدثه من تحولات ومنجزات على مختلف الصعد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وبما مر به من مخاضات وإرهاصات لولادة دولة النظام والقانون التي أرست مداميكها في البنى المؤسسية، وحققت العدالة الاجتماعية بين فئات الشعب، وأولت الرعاية الكاملة للمهمشين، ومكنت المرأة من المشاركة السياسية وتبوء مكانتها ونيل حقوقها.

وأوضح أنه لولا نوفمبر العظيم وتلك التضحيات العزيزة التي خاضها شعبنا لما تمكن أبناء الفقراء والعمال والفلاحين من الحصول على مجانية التعليم والتطبيب والابتعاث للخارج، ولما شيدت المصالح والمصانع والمدارس والمستشفيات والجامعات والمساكن، لكنه الانتصار الذي صنعه نوفمبر وإرادة الشعب الحرة في لحظة فارقة من لحظات الشعوب العظيمة، حين فرضت الثورة إرادتها على الاستعمار البريطاني وانتزعت منه الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967 وحل الكيانات ما دون الدولة، وتوحيد الوطن على أنقاض 23 سلطنة وإمارة ومشيخة، وإشراقة عهد جديد رسمته دماء الشهداء والرعيل من المناضلين الأفذاذ، وولادة الدولة لأول مرة في الجنوب، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي قدمت تجربة ذات قيم فريدة في محيطها، وشكلت حضورا فاعلا في مضامين قيم التحرر والسيادة والانتماء الوطني.

ولفت الاشتراكي إلى أن الوقت مناسب للشعب، في أتون هذه الحرب المستمرة التي أفرزت واقعا مريرا على كل المستويات، وأتاحت المجال لدعوات الارتداد إلى مفاهيم القرون المظلمة، أن يستلهم النقاط المضيئة في تاريخنا الوطني والنضالي الماثلة أمامنا من عبق ذكرى نوفمبر لإحداث التغيير واستحضار السياق التاريخي لهذا الحدث العظيم الذي لم يكن تحقيقه نزهة عابرة، بل ملحمة كبرى حافلة بفصول مشرقة ودروس عميقة وبطولات عظيمة وتضحيات جسيمة ومواقف تاريخية خالدة صنعتها إرادة ثورية في ملمح من ملامح التاريخ المشرقة، وإيمانا بالوطنية الخالصة في أسمى تجلياتها، وهذا هو النموذج الذي يجب أن يتسيد المشهد اليوم لإيقاف التمزق، وترميم عرى النسيج الاجتماعي والقيمي، وإحباط مساعي التفكيك من الداخل والخارج، ووأدها في مهدها من خلال توحيد كافة القوى المناهضة للانقلاب للقضاء عليه، واستعادة الدولة وإنهاء الحرب وتحقيق سلام شامل ومستدام، تكون القضية الجنوبية وحلها العادل في صدارته.

وأشار إلى أن منطلق ذلك سيتأتى بتنفيذ اتفاق الرياض الذي سيؤسس لمرحلة من التقارب وتضميد الجراح، بما سيقود حتما للانتصار للدولة وإنهاء الانقلاب، موضحا خطورة عدم تنفيذ اتفاق الرياض وحل القضايا العالقة بالتسويات السلمية، والتخلي تماما عن الخيار العسكري والاقتتال البيني في اصطفاف الشرعية، والميل نحو الحل العسكري في سياقات تنفيذ الاتفاق وآليات تسريعه أو السعي إلى عرقلتهما بهذا الأسلوب، لأن ذلك سيعود بالضرر الجسيم على الشرعية ذاتها، ليس سياسيا وحسب بل ووجوديا كذلك، وإن الذين يدفعون بالأمور في هذا الاتجاه واهمون في تفكيرهم لإعادة عجلة السياسة إلى الوراء، وهي اليوم محمولة بلحظة تاريخية ستنقل اصطفاف الشرعية نحو الحضور الفعلي للشراكة السياسية التوافقية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى