أول شهيد عدني للثورة في مدينة عدن.. الشهيد محمد علي الحبيشي

> عبدالجبار سلام سعيد

> مع تواصل وقائع وتاثر العمل الوطني والفدائي انخرط شهيدنا الغالي محمد علي الحبيشي ضمن صفوف تنظيم الجبهة القومية ضمن مجموعة العمل الفدائي في منطقة عدن بسرية تامة، ولم يدع أحداً يعلم بما يقوم به حتى أفراد أسرته وأقرب وأخلص أصدقائه، ومع غروب شمس الخميس الرابع من ديسمبر 1964م بعد أن ترك أصدقاءه من أبناء نادي الأحرار على وعد منه بالذهاب إلى السينما معهم بدفعتين إلى هريكن أو الأهلية كون الجمعة إجازة، وكان هذا برنامج أسبوعياً لبعض أبناء القطيع كما جرت العادة في تلك الأيام الخوالي، وكان هذا هو الوعد الوحيد الذي أخلفه شهيدنا الغالي.

ومن المفارقات الغريبة أن شهيدنا كان قبل دقائق من انطلاقه لتنفيذ مهمته الوطنية الفدائية جالساً كعادته بجوار ملعب المدرج البلدي، ولم يدر بخلد الشهيد محمد علي الحبيشي أن هذا الملعب سيحمل اسمه بعد أربع سنوات من استشهاده، وفي تلك اللحظة المهيبة مساء الخميس الرابع من ديسمبر 1964م في طريق الملكة أروى قرب طريق العقبة، وبرفقته الفقيد محمود جعفر كان الشهيد مكلفاً بتفجير باص تابع لجنود الاحتلال البريطاني نزالاً من طريق المعلا إلى كريتر والعقبة، وفي اللحظة المرتقبة فوجئ الشهيد الحبيشي أن الباص يحمل أطفالاً في عمر الزهور، ونظراً لكون الشهيد إنساناً وطنياً يدافع ويناضل من أجل قضية عادلة وليس إرهابياً، فقد فضل الشهيد الحبيشي التضحية بنفسه والاستشهاد على قتل الأطفال الصغار الأبرياء، حيث كان الشهيد قد فتح أمان القنبلة دون سابق علم بمن سيكونون عليه، وهكذا استشهد الإنسان والفدائي والرياضي والوطني محمد علي الحبيشي، الذي عقد حبه للوطن بالدم وتحول إلى رمز يفخر به الوطن حفر اسمه بأحرف من نور ونار في وجدان الشعب اليمني وفي ذاكرة الشباب والرياضيين في بلادنا، واستشهد وعمره 23 عاماً ومع افتتاح ملعب الحبيشي أناشد وزارة الشباب والرياضة ومكتبها بعدن أن يضعوا صوراً كبيرة بجميع أبواب الملعب كي لا يبخلوا على شهدائنا الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى