جنوبنا وأحفاد إبليس

> * جنوبنا اليوم مُثخن بجراحٍ غائرة، فالحرب تطحنهُ، والغلاء ينهكه، والفوضى تجتاح أركانه، وهذه تَتبدّى في انحدار القيم وانتشار المخدّرات، وتفاقم حُمّى البسط على الأراضي، ومعها اتسعت شريحة أثرياء المال الحرام، وظهرَ البلاطجة، وحتى شيوخ وأئمة الزّيف و... و...، كلٌ ذلك أغرقنا في مستنقعٍ ٱسنٍ مُوحل.

* يستطيع الحصيف أن يَستشفّ أنّ كل هذا منهجي، وجرى العمل عليه بإتقانٍ، وأحفاد إبليس هُم أدواته، سواء منهم كِبار وقادة وسياسيون، إلى كياناتٍ سياسية، وأولها الإخوان المسلمون وأذرعهم، وفيهم الإرهابيون، إلى مَن توهّموا أنفسهم شيوخاً ونافذين، وهم أتباعٍ وبيادق، إلى مُروجي المخدّرات، وناهبي الأراضي، وحتى من النخب وأصحاب الصحف المُطبلين للدائرين معهم في نفس الفلك بكل أسف، وكلٌ من هؤلاء لهُ دور منوط به لخلخلة البلاد وإنهاكها.

* لقد خطّط الخارج (العرّابون الكبار) لإنهاك جغرافيتنا، والسّاذجُ مَن لم يقرأُ هذا في أدائهم وحتى في موقفهم من كل ما يدورُ في بلادنا، وكذلك غيرها من الدول المستهدفة كسوريا وليبيا وخلافها.

* جنوبنا اليوم يشقٌ طريقه للخلاص من كل المساوئ التي لحقت بهِ جرّاء هذه الوحدة السيئة الصّيت، قطعنا شوطاً طيباً بهذا الصّدد، لكنّ العبء ثقيل، ويزيدُ من وطأتهِ المُخطّطات التي تَستهدفنا بِغاياتها المُضادة لتطلعاتنا المشروعة، أحفاد إبليس أشْبعوا جنوبنا عبثاً وإيذاء، حتى في جغرافيا الشمال أيضا.

* لقد انخرط جحافل من الأبرياء والطّيبين في كياناتٍ سياسيةٍ ظاهرها دينيٌ ودعوي، لكنّهم لم يدركوا أنهم ارتبطوا بكيانات مُفرّخة خرجت من نفس عباءة وتوجيه التّنظيم العالمي للإخوان المتأسلمين، فلا الإصلاحيون البُسطاء يستوعبون هذا، ولا مَن هم في أحزاب الرّشاد والنّهضة و... و... يعرفون بهذا مطلقاً، والأهم أنّ كل هؤلاء لم يُراجع نفسه بعد كل الحقائق التي تَكشّفت عن حقيقة الإخوان ومخطّطاتهم الجهنمية، وكذلك ارتباطاتهم المشبوهة بالعرّابين الدوليين، بل لم يسأل أحد نفسه إن كان محقاً بارتباطه بهذه التوليفة الجهنّمية أو لا.

* فعلاً لا يعرف كل هؤلاء المرتبطين بالأحزاب الدينيّة - السياسية أنّ المُمول البعيد لها كُلها هو واحدٌ، وأنّ راسم سياساتها هي جهة واحدة! وهُم من رسموا لِخلخلة منطقتنا الشّرق أوسطيّة وإنهاكها، بل سوف يستبعد كل واحد منهم مثل هذا الطّرح، ويُمكن أن يُسفّههُ ويسخر منه أو يُكفّرهُ أيضا، حتى مُروجو المخدّرات، وناهبو الأراضي، والبلاطجة والإرهابيون، وكذلك كِبار الأثرياء المُمسكون باقتصاديات حيويّة للبلاد وينهكونها بها وخلافه، كلٌ هؤلاء يحركهم نفس الكنترول البعيد عبر وكلائه، ولذلك نعاني جميعاً اليوم هنا، أي أنّ علينا أن نصحو من غفوتنا قبل فوات الأوان، وأن نلحق ما يمكننا لحاقه، أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى