حضرموت ..."انتهى الوقت"

> لم نكن نتوقع أن تشهد حضرموت في هذه الظروف أسوأ حالاتها، على رغم إمكانياتها ومستوى وعي أهلها وحالات استقرار مجتمعها نسبيا مع بقية الوطن الجنوبي المتشظي، ومع ذلك فإن وضعها الإداري والخدمي في حالة يرثى لها، إلى جانب الأمني في واديها الجميل الذي غزته الذئاب المفترسة.

لعلنا ونحن نصف هذا الوضع المأساوي وما يعانيه المواطن الحضرمي في حياته اليومية يتساءل المراقب: أين دور السلطة المحلية فيها مما هو حاصل بها؟ ولا شك أن التساؤل هنا مشروع من لدن المواطن، فضلا عن المراقب من خارجها، وهو مدعاة لوضع علامات استفهام كثيرة لما يدور، والحكمة من وجود هذه الاختلالات المتراكمة العابثة بالحياة ومعيشة المواطن وكلما يلتصق بها، حتى كادت أن تعطلها بالكامل.

في ساحلها الذي شهد استقرارا أمنيا نوعا ما ولفترة نجده اليوم يذهب إلى الانفلات باختلالات تحدث هنا وهناك وعدم ضبط الداخلين والوافدين عليه من كل الاتجاهات والتوجهات التي تحمل مشاريع صراعاتها إليها وتنذر بنذر شؤم لها لزعزعة سكينتها ضمن خارطة ربما رسمت استخباراتيا بدقة وفق سيناريو معد سلفا علينا أن نتوقعه في لحظة.

بقي لنا أن نعرج على مكونات المجتمع ونخبه السياسية الحضرمية ونخبه المثقفة التي نراها هي كذلك في أوهن حالاتها وقد نالها من الضعف والتفكك ما نالها، حتى بدت في ظل حالتها هذه لا تعي ما يدور بمجتمعها، فضلا أن تساهم في اجتراح الحلول ودعم السلطة وتقويم اعوجاجها، وهو ما لا يحدث بالمطلق، لاستغراقها في تفاصيل خلافاتها البينية الداخلية حتى طمرتها مياه السياسة العادمة وما أقبحها.

لم يعد هناك في الوقت منزع، فقد طال الليل مداه والصبر منتهاه والأمور بلغت حدا لا يطاق، وكما قال الشاعر "أخي جاوز الظالمون المدى" وعليه فإن المسألة تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وعلى الشعب الحضرمي الخروج عن صمته، ويقول لكل هؤلاء بمشاريعهم... "انتهى الوقت"!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى