(في الذكرى الثالثة لرحيل الأديب القاص عبدالرحمن عبدالخالق.. الرحيل الموجع)

> جيهان عثمان

> تحتشد الذاكرة بمواقف جميلة، وصفات جليلة لأديب عرفناه إنساناً عميق الإحساس، كثير الطيبة وكرم الأخلاق، كاتب من الطراز الأول، مثقف وافر العطاء، ثري الإبداع، مربي معلم معطاء لا يبخل ولا يمل من بذل علمه لمن يريده ممن يتوسم فيهم بذرة الكتابة والسمو بها في بحور الكلمة.
الأديب القاص الصحفي الأكاديمي د. عبد الرحمن عبد الخالق درس الماجستير من جامعة موسكو ثم الدكتوراه من جامعة كازان، أكاديمي وناقد متخصص في أدب الأطفال، تولى رئاسة فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فترتين متتاليتين. سكرتير تحرير مجلة الحكمة الثقافية.

تولى إدارة مكتب وكالة أنباء عدن في موسكو في الثمانينات. عضو هيئة تدريسية لدى قسم الصحافة والإعلام في كلية الآداب بجامعة عدن، حيث تتلمذ على يديه المئات من الإعلاميين، وكان الأب الروحي للكثير من الكتاب والأدباء الشباب وأنا منهم، جزل فضله واهتمامه وتدريبه وتعليمه في تفقيهي أدوات وفن كتابة القصة القصيرة.

الأديب عبدالرحمن عبد الخالق، علم من أعلام الأدب وفن القصة القصيرة، وكان لاهتمامه الكبير بفن كتابة القصة للطفل.. الذي يعد من أصعب فنون الكتابة الأدبية، الذي أسهم في تثقيف وتوعية وتنمية مهارات الأطفال الإبداعية من خلال كتاباته القصصية. كان لها أثر عظيم في مجال أدب الأطفال، حيث صدر له كتاب (دور قصص الأطفال في تنمية الطفل) عن دائرة الثقافة والإعلام -حكومة الشارقة.. ككتاب مجاني مرفق بمجلة (الرافد)، ونشرت له العديد من الدراسات والنصوص الأدبية المترجمة في مطبوعات محلية وعربية، كما ألف عدداً من برامج الأطفال في تلفزيون القناة الثانية عدن، وله عدد من المجموعات القصصية (طفل الليلة قبل الأخيرة) ومجموعة قصص للأطفال (ملابس العيد)، (عندما حلمت مريم بالعيد)، (هدية هبة) ،(عاشو بائعة التحف)، (ذئاب من حديد)، (حكاية مدينة)، (ياسمين وعيد المحبة)، (هل استفاد حجر من الدرس)، (عفواً أيها البحر)، (الفلاح الحكيم).

ولقد كان لنشأته دور كبير في صقل موهبته الأدبية والإبداعية على مدار سنين عمره.. ذلك الطفل المولود في قرية قلعة القاهرة بمحافظة تعز في 28 من يوليو 1956.. ثم انتقل إلى عدن وبدأ دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس عدن.

لقد وجد أن لذة الكتابة تخرجه من المعاناة التي كابدها في طفولته وصباه، وظهرت تجلياتها في نصوصه وأدبه، وكذلك تعامله مع من حوله من زملاء وأصدقاء حتى طلابه، فهو طيب القلب حسن المعشر سلس التعامل كريم الأخلاق يجتمع بزملاء وأصدقاء الكلمة في مقهى مدينته كل مساء إنها الطقوس المقدسة لديه. ولن أنسى ذلك الكرسي المخصص له أمام مكتبة الكلمة، الذي اعتاد على أن يقرأه كل مساء، كتابه المفضل وشرب كوب الشاي واستقبال مرتادي المقهى المجاور للمكتبة من أدباء وكتاب وشعراء.

لقد احتجب من الزمان والمكان وتحرر من ويلات معاناته وألمه ومرضه ورحل عنا بعد عناء مرير في الرابع عشر من ديسمبر 2017 وترك لنا عناء فقده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى