لو جاءت حكومة !

> كلنا للحكومات تواقون ومستبشرون ومنتظرون ومن شدة شوقنا، لها لم يعد، لنا أمر غير أن تسقط

حكومة من أي سماء أو أي بحر، لأن موضة الحكومات المصدرة ليس عيبا، ولم تعد خروجا عن القاعدة العامة. عندنا كل حكومات البلد كانت تأتي برضى الخارج، وهذا ليس للتندر ولا للاستهتار، ليقل لي أحدكم كلاما غير صحة ما نقول، بدءا من المندوب السامي في عدن إلى الزمن الوسيط وعهد الرفاق ثم الرياض وعودة الانتداب السامي مرة أخرى. نحن نعيش فقط حالة تبييض أنظمة وأزمنة وسياسة ولا ننجب من يرثنا ولو على طريقة الأنابيب.

لو جاءت حكومة ودخلت الباب وسكتنا، وعلينا أن نسكت وأن نقبل، وإلا فإن المكوى يدور، والبابور يشب. ما هدية الحكومة لنا؟ نحن ننطحن وهم لا يتحركون، نحن انهزمنا وهم لا ينصرون، نحن انتكبنا وهم المتسببون، ولكننا لا زلنا رغم كل ما بنا من ضيم وعقوق ونقوق منتظرين، ولهم محبين.

ترى ماذا علينا أن نفعل؟ وحسب ما يقول المثل: "ما مع امك إلا لي من ابوك"، غير أن نرضى بالحاصل، وقدوم الحكومة لاستقرار الصرف، وصرف الرواتب، وإدارة الخدمات. هذا ما ننتظره، إن هي لديها من هذا شيء، أو تحمل مفاتيح الفرج، مع أن المثل يقول: "لا با تحلب البقرة عين في وجهها"، ومن وجهه لا يشبه أهله لا خير فيه، وليس معه غير الأربعين حرامي، ومفاتيح كهف علي بابا الذي تخبئه الحكومة في دهاليزها خوفا من أن يسرقه الأربعون حراميا، الذين كل خنجره تحت إبطه وكل يتربص بالآخر ظهرا أو حين يحل المساء.

لو جاءت، الحكومة وكل بناتها إلينا فطلبنا ليس القدوم إلى عدن، ولا إصلاح البنك المركزي، ولا تغيير محافظين شبع منهم الفساد، وأشبعونا من العبث والترهل والخواء ما يكفي، وشعارهم هو تغيير المثل الذيً يقول: "ذي خلية وذي ما فيها شي" إلى "ذي ما هي خلية وذي فيها كل شي"، ولا لوم عليهم لأننا في زمن شل وبكرة تنفرج.

نعم نحن نريد، حكومة، ولا يهم من أي، عاصمة، فقد سلبت عواصمنا مثل نفطنا وقرارنا. لا يهم، لأننا كنا بالأمس، على الأقل، نعرف رجال الحكومة، ونراهم في شوارعنا وبالقرب منا، ومن دون سلاح، ولكنا اليوم ننتظر من يدل الحكومة على الطريق إلينا. كنا نحن وحكوماتنا نعرف الطريق ونهايته يوم كانت هناك حكومات تخرج من بيوتنا، إنما بعد كل هذا ما طريقنا القادم نحن وحكومتنا؟ من يدلنا عليه؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى