​وقفةٌ على أطلالِ اليمنِ

> علي عبده سالم

> عفتْ مطامحنا يا دهرُ هل تصفا
فالخوفُ والموتُ في أرجائنا التفا
تعوي الحروبُ وتستدعي فجيعتنا
قد أرعبتنا وأضحى صوتها عنفا
غولٌ تجولُ بأنيابٍ مُكشّرةٍ
تزداد بأسا شديداً نادمتْ حتفا
ما أنجبتْ بنتَ سعلاةٍ وتفطمها
إلا لترضعنا من أمرها ضعفا
جبّت سنيناً سماناً نصب أعيننا
وخلّفتْ خلفنا من حاصرتْ عُجفا
وبلدتي محض أطلالٍ بكيتُ على
ديارها بين عهدٍ شابها قصفا
يا باقيَ الوشمِ في كفّيّ منهكةٍ
هزيلةٍ برزتْ منسوفةً نسفا
فلا الحبيبُ له نفس يعانقها
وليس تملكُ في محبوبها رشفا
على يديها خرابٌ واستوى عطلٌ
هيهاتَ من بعده أن تدفن الجرفا
الحربُ نزّاعةٌ للنور مظلمةٌ
لا تعرفُ الشرعَ والقانونَ والعرفا
تقودها عصبةٌ ماتتْ ضمائرها
بين البلاد استبدتْ لا ترى لطفا
ما أظهرتْ كيدها في شقِّ همتها
إلّا أتى صوبهم عجزٌ بما أخفى
الظالمون بلا سمعٍ ولا بصرٍ
 صارتْ قلوبهم من مكرهم غلفا
والناسُ تسمعُ في هذا الضجيجِ صدى
وكم له هرعتْ ثمّ استوتْ صفا
واستبشرت بحلولِ الخيرِ في لهفٍ
وصاحبُ الصوتِ لا أدًى ولا وفّى
هنا الطواغيتُ تجري خلف رغبتها
وترجفُ الأرض مما تبتغي رجفا
الأغنياءُ هوى قسطاسهم وطغوا
وما استطاعوا غناً أن يضبطوا كفّا
والبائسون تناديهم شماتتهم
تجمعوا وعليهم أطبقوا السقفا
ماذا أحدثُ عنك اليوم يايمني
فلن تفيدكِ فاهي إن بدتْ حرفا
فلم تعدْ للأماني بيننا سفنٌ
وهل يفيدُ الذي دون المنى مرفئ
لكن قلبي بقى في نبضهِ أملٌ
برغم نفسي التي قد أطرقتْ طرفا
بأن تعودي أمام الصبح مشرقةً
مكسيّةُ قد لبست المجد والخُفا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى