حليس الرجل الخلوق والذهنية النظيفة في ذمة الله

> د. فضل الربيعي

>
ها هي طبيعة حياة الدنيا تجمعنا ضيوفا فيها، ثم عابرين إلى ديار الآخرة. ولما كان الناس يودعون حياة الدنيا، فلا يبقى إلاّ ذكرى حياتهم بيننا، لاسيما مناقب حياتهم العطرة، التي تعيد إحيائهم بيننا، نترحم عليهم، نعتبر ونقتدي بطباعهم، فكثير من الناس يحرصون على بقاء سيرة حياتهم خالدة وعطرة، ملهمة في الدنيا أو بعد رحيلهم عنها.

هكذا هو أستاذنا الصادق الخلوق المتسامح ذو العقل النير والابتسامة الدائمة السيد صالح محمد حليس، الذي كان يتمتع بمهارات وخصال القائد الملهم، يوده كثيرون ممن تعرف به أو عمل معه، ويترحمون عليه اليوم.
فجعنا برحيلك عنا يا أبا علي عندما سمعنا بالخبر الحزين َيوم الجمعة الماضية الموافق 25 ديسمبر من عام النكبات 2020م الذي حمل لنا المآسي، والذي فقدنا فيه الكثير بسبب وباء كورونا. إنها مشيئة الله وقدرته أخذتك منا أيها الإنسان المحبوب، رحمة الله عليك.

كنت قد تعرفت إلى المرحوم في زمن أشيد عندما كنت طالبا في مرحلة الثانوية العامة عام 1980م في ثانوية الشعب، كان حليس يشغل منصب سكرتير أول اتحاد الشباب في مديرية الشعب. وبحكم وطبيعة ذلك النشاط ارتبطنا بعلاقة مع المذكور يجمعنا الاتحاد ونشاطات في زمن عنفوان الشباب في ذلك الوقت.

واستمرت علاقتنا إلى يوم وفاته رغم التقطع والتباعد الذي تحكمه طبيعة أعمالنا، خصوصا أن المرحوم قد تنقل في مرافق ومؤسسات عديدة في محافظات عديد، في صنعاء والحديدة وحضرموت، تباعدنا فيها نوعا ما، إلا أن خيط التواصل ظل مستمرا بفعل تسهيل عملية التواصل الاجتماعي.

عرفت أبو علي بإنسانيته المتميزة وبسعة وانفتاح علاقاته بمحيطه العملي والسكني أينما حل، لم يتردد أبدا في تقديم المساعدات لكل من يعرفه أو يلجأ إليه، كان خير وكيل لزملائه في متابعة قضاياهم وحقوقهم مع رؤسائهم بحكم شغله مناصب إدارية عديدة كمدير مكاتب لعدد من المسؤولين في وزارة الداخلية والأمن السياسي، ومدير الإمداد في الحديدة وحضرموت لسنوات طويلة.

كان يقف على مساحة واحدة من الجميع في علاقاته، ولم يتردد في النصح أو نقد الأخطاء، لا يعرف التملق يحرص على الكل.
 رحمه الله برحمته وغفر له، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى