الجنوب ... وتحديات اللحظة

> يقف الجنوب اليوم على عتبة مرحلة من أعقد مراحل نضاله الوطني، سبيلا منه إلى استعادة دولته على كامل ترابه ما قبل عام 1990م بعد معركة شرسة خاضها خلال مفاوضات ما عرف بـ "اتفاق الرياض"، الذي استمر لأكثر من سنة، تداخلت معها السياسية بالرياض مع العسكرية بشقرة الأبينية، وخرج المجلس الانتقالي الممثل للجنوب في هاتين المعركتين بصبر وحنكة قياداته منها منتصرا متدثرا بشعبه الصبور الصامد الذي استطاع أن يصمد في أعتى معارك الخدمات والتدمير الاقتصادي للبنى التحتية لكل الجنوب.

إن المرحلة الراهنة تواجه جملة من التحديات التي ينبغي لشعب الجنوب وبقيادة المجلس الانتقالي أن يواجهها بحزم وتروي وأن ينتقل إلى مربع البناء والتعمير ورص الصفوف بوحدة وطنية جنوبية صلبة، وتمتين النسيج الاجتماعي بغية مد جسور الثقة التي تمنع التصدع والخلافات البينية الخطيرة التي ينفذ من خلالها الخصم وتضييق الفجوات الأمنية الماثلة اليوم، وتقوية الجهاز الأمني لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله وألوانه المتعددة وتعزيز دور القضاء والنيابات في مواجهة بؤر الفساد وإصلاح الجهاز الإداري للدولة لإنعاش الحياة المدنية، وصولا بتحسين الحالة المعيشية والخدماتية للشعب الجنوبي الذي عانى الأمرين خلال فترة نضاله الطويل تلك .

إن اللحظة الراهنة تقتضي رص الصفوف والتحام القيادة بالشعب والعمل بشفافية للحيلولة دون وجود ثغرات ينفذ منها المشككون ومافيات الإشاعات بما عرف بالذباب الإلكتروني الذي شغلنا طوال معركتنا السابقة من فترة نضالنا، والتأكيد على أننا بحاجة إلى خطاب إعلامي شفاف وقادر على المواجهة العلنية بالحقيقة والواقعية التي نفتقدها الآن في إعلامنا للأسف الشديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى