مصر.. اكتشافات أثرية جديدة على معتقدات حضارات غابرة (صور)

> ​أعلنت مصر، اليوم السبت، عن التوصل لاكتشافات أثرية جديدة مهمة تعود لعدد من العصور من الدولة القديمة والحديثة والعصور المتأخرة.

وبحسب بيان لمجلس الوزراء المصري، قالت البعثة المصرية المشتركة، إن هذه الاكتشافات سوف تعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة، وخاصة خلال الأسرتين 18 و19 من الدولة الحديثة، وهي الفترة التي عُبد فيها الملك تتي وكان يتم الدفن في ذلك الوقت حول هرمه.

وأضافت البعثة أنها عثرت على المعبد الجنائزي الخاص بالملكة نعرت زوجة الملك تتي، الذي تم الكشف عن جزء منه في الأعوام السابقة.

وذكرت أنه تم العثور على تخطيط المعبد، بالإضافة إلى ثلاثة مخازن مبنية من الطوب اللبن في الناحية الجنوبية الشرقية منه، لتخزين القرابين والأدوات التي كانت تستخدم في إحياء عقيدة الملكة، كما تم العثور على 52 بئرا تتراوح أعماقها ما بين 10 إلى 12 مترا، بداخلها أكثر من 50 تابوتا خشبيا من عصر الدولة الحديثة.

وبينت البعثة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم العثور فيها بمنطقة سقارة على توابيت يعود عمرها إلى ثلاثة آلاف عام، وأن هذه التوابيت ذات هيئة آدمية وممثل على سطحها العديد من مناظر الآلهة التي كانت تعبد خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى أجزاء مختلفة من نصوص كتاب الموتى، والتي تساعد المتوفى على اجتياز رحلته إلى العالم الآخر، وفقا للمعتقدات التي كانت سائدة، آنذاك.

وعثرت البعثة داخل الآبار على أعداد كبيرة من المشغولات الأثرية وتماثيل على هيئة المعبودات، مثل الإله أوزير وبتاح وسوكر، بالإضافة إلى كشف فريد من نوعه، حيث عثرت البعثة على بردية يصل طولها إلى أربعة أمتار وعرضها إلى متر واحد، تمثل الفصل السابع عشر من كتاب الموتى، ومسجل عليها اسم صاحبها وهو (بو-خع-اف) وقد وجد نفس الاسم مسجلا على أربعة تماثيل أوشابتي.

كما تم العثور على تابوت خشبي على الهيئة الآدمية لنفس الشخص، بالإضافة إلى العديد من تماثيل الأوشابتي من الخشب والحجر الفيانس من عصر الدولة الحديثة.

وحسب البعثة، ”تم العثور على مجموعة من الأقنعة الخشبية ومقصورة الإله انوبيس إله الجبانة، وعثر له على تماثيل بحالة جيدة، وكذلك العديد من الألعاب التي كان يلعب بها المتوفى في العالم الآخر مثل لعبة (السنت) التي تشبه الشطرنج حاليا، وكذلك لعبة العشرين مسجل عليها اسم الشخص الذي كان يلعب بها“.

كما تم العثور على العديد من القطع الأثرية التي تمثل طيورا مثل الإوزة، وبلطة من البرونز ت والعديد من اللوحات المنقوش عليها مناظر المتوفى وزوجته وكتابات هيروغليفية؛ من أجملها لوحة من الحجر الجيري في حالة جيدة من الحفظ، مصور عليها منظر متوفى يدعى (خو-بتاح) وزوجته تدعى (موت-ام-ويا)، بينما يصور الصف العلوي من اللوحة المتوفى وزوجته في وضع تعبدي أمام المعبود أوزير والصف السفلي يصور المتوفى جالسا وزوجته خلفه، وتحت كرسي الزوجة مثلت إحدى بناتهما جالسة تقرب إلى أنفها زهرة اللوتس ويزين رأسها بالقمع العطري.

ويوجد أمام الزوجين ستة من الأبناء على صفين حيث نجد الصف العلوي به ثلاثة من بناتهما جالسات على الأرض يقربون زهرة اللوتس من أنوفهن ويغطين رؤوسهن بأقماع العطر، أما الصف السفلي به ثلاثة من الأبناء الذكور في وضع الوقوف أمام المتوفى وزوجته.

الملفت للنظر هو أن إحدى البنات تحمل اسم (نفرتاري)، سميت باسم الزوجة المحببة لدى الملك رمسيس الثاني، وحمل اسم أحد الأبناء (خع-ام-واست) وهو اسم أحد أبناء الملك رمسيس الثاني، ويعتبر حكيم العصر، ويطلق عليه أنه أول عالم مصريات، حيث كان يرمم آثار أجداده.


أما ألقاب صاحب اللوحة فكان المشرف على العجلة الحربية للملك، مما يدل على مكانته الهامة في الأسرة 19. كما تم العثور على كميات رائعة من الفخار الذي يعود إلى الدولة الحديثة ومنه فخار يثبت العلاقات التجارية بين مصر وكريت وكذلك سوريا وفلسطين.

وفحصت البعثة مومياء إحدى السيدات التي تبين أن صاحبتها كانت تعاني من مرض يعرف باسم ”حمى البحر الأبيض المتوسط“ أو ”الحمى الخنازيرية“، وهو مرض يأتي من الاتصال المباشر بالحيوان ويؤدي إلى خراج في الكبد، وهو مرض مزمن مدى الحياة.


وكشفت البعثة، عن مقصورة ضخمة من الطوب اللبن ترجع إلى عصر الدولة الحديثة ذات بئر يصل عمقه حتى الآن إلى 24 مترا، ومن المتوقع أن ينتهي بحجرة للدفن، وقد رصفت أرضية تلك المقصورة بكتل من الحجر الجيري المصقول صقلا جيدا، وقد غطي الجزء العلوي من فوهة البئر بالأحجار، ولا يزال العمل جاريا.

ويعتبر هذا الكشف من أهم الاكتشافات الأثرية لهذا العام، وسوف يجعل سقارة المصرية مع الاكتشافات الأخرى مقصدا سياحيا وثقافيا هاما، وسوف يعيد كتابة تاريخ سقارة في عصر الدولة الحديثة، بالإضافة إلى تأكيد أهمية عبادة الملك تتي خلال الأسرة 19 من الدولة الحديثة.


أحمد غريب – إرم نيوز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى