اعملوها من أجل الأحفاد

> كافة الجنوبيين يجمعون على قضيتهم، فمعاناتهم واحدة، إلا أن تشخيص الداء لا يكفي إذا لم يكن هناك علاج، وهذا هو حالنا فحين تقابل أيا من شرائح المجتمع ومن أي محافظة جنوبية تجد الجميع يشير إلى مكامن الخلل بطرق تشخيص لا لبس فيها. إذن لماذا نبدو على قدر من عدم التوافق الذي يمنحنا قوة الدفاع عن الحق وتحقيق تطلعات شعبنا؟

ألأن كل فريق يمتلك رؤية مناقضة للآخر؟
في تقديري ليس الحال كذلك مطلقاً، والثابت أن فكرة التوافق ممكنة للغاية، وهي بحاجة لإخراج جيد وعلى أيدي رموز وطنية سياسية وقبلية ذات ثقل.

- لكن لماذا هؤلاء يحجمون عن تحقيق ذلك رغم أن الظروف مواتية جدا للإقدام على خطوة نوعية بهذا الاتجاه؟
- هل هي حالة تواكل أو فقدان الثقة أو أن تعاقب السنين ولد لدينا حالة من عدم الاكتراث؟

- أم أننا على قدر من التباعد وعدم الثقة؟
- وفق كافة المعطيات نحن أمام منعطف تاريخي شديد الأهمية، وتطورات لافتة في المحيط الإقليمي والدولي، وتحقيق تطلعات شعبنا هي نتاج طبيعي لما نبدي من جهود توافقية على هذا الصعيد؟

وحالة الإرباك التي نعيشها يمكن تجاوزها بمبادرات جهود وطنية نوعية تصب في هذا الاتجاه، تتجاوز عقبات الماضي، وتضع حدا لشرور المناطقية التي تُذكى نارها بهدف إبقائنا أسيري واقعنا، نجر على ظهورنا تبعات الماضي بكل آلامه، أو هذا ما يعمل عليه الطرف الآخر بصورة واضحة، باعتباره الجسر الذي يحقق مآربهم في وضع العراقيل تجاه عدالة قضيتنا الأساسية، التي لا يمكن تجاوزها إلا عبر إشغالنا بأنفسنا، وهذا ما حدث على مدى عقود مضت.

- وهنا نسأل: أين المصابيح المضيئة في سماء الجنوب؟ أين رموزنا السياسية والوطنية من لدن شرائح المجتمع؟ هل بمقدور هؤلاء إحداث تحول مفاجئ في المشهد؟
لا أحب أن أذكر أسماء بعينها، ولكن هناك رموز يمكنها أن توظف ثقلها بهذا الاتجاه. مثل هذه الخطوة إذا أتت فهي في أفضل أوقاتها، وسوف تلقى صدى اجتماعيا واسع النطاق، هي في نهاية الأمر تعبير عن نوازع حب الوطن وأهله وتامين مستقبل الأجيال ووفاء لدماء من ضحوا في سبيل الوطن.

- فما الذي يجعل الأمر متعذرا إذن؟
قضيتنا واحدة، والجنوب هو عنوان وإطار يشمل كل الأنحاء من باب المندب حتى المهرة، ومفصلية الاجتماع لا تحتاج إلى أكثر من صدق النويا ورسالة وفاء من خيرة رجالة.

- فهل انتم فاعلون؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى