​التوافق والاتفاق الجنوبي طريقنا للنصر

> عبد الصمد الجابري

>
الجنوب وشعبه الصابر اليوم يعاني الكثير من المآسي والآلام نتاج ما خلفته الحروب والتشرذم والتمزق بين أبناء جلدتنا، فلا مكونات الحراك الجنوبي، ولا فصائل المقاومة الجنوبية، والتي لعبت دوراً رئيسياً في دحر قوات الراحل عفاش وأنصار الله في الحرب الأخيرة 2015م، والتي ما زالت تجر ذيولها على الأوضاع الجنوبية.

وخلال عام 2017م تحركت قوى الخير الجنوبي في تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي حرك المياه الراكدة من خلال المسيرات المليونية، وتفويض الأخ عيدروس قاسم الزبيدي بتحمل المسؤولية التاريخية باستعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن. وللأمانة، فإن الدعم السخي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة في تشكيل القوات المسلحة الجنوبية من ألوية عسكرية بشراً وعتاداً عسكرياً، إضافة إلى الأحزمة الأمنية والنخب في بعض المحافظات تلك القوات التي تمثل الدرع الواقي لأراضي وحدود الجنوب.

ومنذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي استبشر الناس خيراً من أبناء الجنوب بدأوا في الطريق الصحيح، وأن هذا المجلس سيلعب دوراً رئيسياً في توحيد الصف الجنوبي على قاعدة الدائرة المستديرة لكافة القوى السياسية في الساحة الجنوبية، لكن للأسف الشديد برزت خلافات ثانوية بين القوى الجنوبية، واستغلت قوى الظلام تلك الخلافات والعمل على تصعيدها واختلطت الأوراق، وشهدت الأراضي الجنوبية ثلاث معارك دامية خلال عامي 2019م، و2020م وكانت المواجهات بين طرفي الصراع (قوات الشرعية، وقوات المجلس الانتقالي).

تلك الحروب خدمت سلطة الأمر الواقع في صنعاء، والتي جرى فيها حرف مسار الحرب اليمنية بين الشرعية والحوثيين باتجاه الجنوب، والتي دفعت دول التحالف بقيادة السعودية إلى استدعاء طرفي الصراع، لإجراء الحوار بين الإخوة الأعداء، وخرجت باتفاق الرياض، والذي لم يلب طموحات وتطلعات شعب الجنوب، فبدلاً من أن تقوم المملكة بإلزام الشرعية بسحب القوات المنتمية للشمال باتجاه المواجهات مع قوات أنصار الله من أجل تحرير صنعاء واستعادة الدولة المخطوفة، وترك أبناء الجنوب في إدارة المحافظات الجنوبية، وبناء المؤسسات الجنوبية للمرحلة الانتقالية، وإشراك كافة القوى الجنوبية في عملية تسيير المرافق بشكل عام، وخرج اتفاق الرياض ببنود تخدم في الأساس تثبيت الوحدة اليمنية من خلال إشراك المجلس الانتقالي والتيارات السياسية الجنوبية في حكومة الشراكة، والغريب العجيب أن تتم إعادة تنظيم القوات المسلحة الجنوبية والأمن أيضاً في إطار الدفاع والداخلية، وسحب الأسلحة الثقيلة من مجالس الانتقالي وإخراج المعسكرات من محافظة عدن. تلك الخطوات في اعتقادي إجحاف في حق الجنوب ومقاومته التي قدمت الآلاف من الشهداء حتى في الأراضي السعودية نفسها، ومن المستحيل أن يتم تجريد الجنوب من أسلحته ليظل تحت رحمة قوات الشرعية والتحالف، والحل الوحيد والمخرج من حالة الجمود وإعادة التوترات بين الشرعية والانتقالي، أن يلعب فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وأخيه الأخ عيدروس قاسم الزبيدي بالعمل الجاد في توحيد كافة القطاعات العسكرية والأمنية التابعة للجنوب والعمل على هيكلتها، واختيار قياداتها من مختلف المحافظات الجنوبية، فوحدة الصف الجنوبي هي الطريق المؤكد بانتصار الجنوب واستعادة دولته وعاصمتها عدن، على اعتبار أن الوحدة اليمنية قد انتهت عملياً ولا وجود لها في أرض الواقع، فلسفة الأمر الواقع في صنعاء قد انقلبت على كافة القيم والمبادئ التي أقيمت عليها دولة الوحدة حتى الحزبين اللذين كانا لهما شرف قيام وحدة الشؤم وحدة الفيد والغنيمة، فمنظومة حكم صنعاء الفاسد كانت سبباً رئيسياً في تشويه مسار الوحدة، وجاء أنصار الله ليعيدوا اليمن إلى حضيرة الشيعة في إيران، فأي وحدة يمكن المراهنة عليها، وعلى الشرعية إعادة ترتيب أوضاعها باتجاه الشمال وليس الجنوب، فالاتفاق والتوافق بين أبناء الجنوب من مختلف المشارب السياسية هو الطريق الصحيح لنصرة القضية الجنوبية. الجنوب يتسع للكل ومن يعتقد أن أي فريق سينفرد بحكم الجنوب لوحدة فهو واهم، والله ولي التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى