ضياع المليار ما بين النصفين آه يا عين

> لازلنا في حيرة منذ ذاك اليوم إلى حالنا الراهن مما نراه من ارتفاع الريال وعجز تام لمواجهته، وإشاعات ضياع مليار دولار في رمال متحركة.

ما يزيد ما نحن فيه أننا أيام دخول من يدعون أنهم تنظيم القاعدة الإرهابي إلى مدينة المكلا الحضرمية، اختفت البنوك، وما وقع بيد القاعدة كنا نعرف أنه بيدها وأخذوه من داخل البنك المركزي الحضرمي، أمام أنظار الناس والحكومة وتليفزيونات أمريكا والرياض ولندن معا. وهم لم ينكروا، ومن هذه المبالغ حصلنا على وقود للكهرباء، أدوية وتجديد أقسام كاملة بالمستشفيين الحكوميين: باشراحيل سابقا وابن سينا، وأعفي المواطن من رسوم الطوارئ والولادات أيضا. هذا ما عشناه ونتذكره، نحن لا نفتري ولا نختلق، وكنا داخل المكلا، ولم نغادر حين عرضت المغادرة.

وحين دوت احتجاجات وثرنا وجرت مظاهرة لنا ضد من دخل المكلا، وليس من هرب من المكلا، وصرنا ندافع عن الفارين، الذين لم يدافعوا عنا يومذاك، وتحت ضغطنا جري صرف رواتب لنا ومعاشات كمتقاعدين، وثبتت الأسعار، وتم أكبر أنجاز لحضرموت، وهو فتح ميناء المكلا واستقبل عشرات السفن والناقلات، وسقطت الموانع والحواجز الأمنية والقمعية لدولة الشمال طوال سنوات تحت حكم علي عبدالله صالح البائد، وانفرجت فرص عمل أمام أهل المكلا، ومثل الميناء بابا للرزق ومجالا للتمويل، وصولا إلى صنعاء وغيرها دون قيد أو شرط، وأمام أنظار سفن وطيران ومخابرات التحالف.

خلال تلك الفترة السيئة الذكر عند الغرب والشرعية في الرياض، كان الريال ثابتا، وسعره محددا، وتخلت البنوك عنا- نحن المواطنين- ومثلما تخلت عنا شرعيتنا وعجزت عن تقديم ما يخفف عنا خوفنا أو متاعبنا في مدينة المكلا، وكل الساحل الحضرمي وغيره من سواحل شبوة، وصولا إلى أحور الذي سيطرت عليه هذه العناصر الإرهابية -حسب المتعارف والمتفق عليه أيضا- يوم دخلوا ويوم جلسوا ويوم خرجوا والسلام عليكم ورحمة الله.

ما يثير الضحك والسخرية وكل ما يقال في هذه الأوضاع هو أين اختفت كل هذا الدولارات وهذه المليارات؟ ومن يحرق الأوراق والدلائل؟ من ضدنا ويسرق قوتنا وينهب نقودنا ويسلب رواتبنا ومعاشاتنا وثمن وقود الكهرباء في عدن؟ ما الفرق في ما نقول ونصدق الحديث فيه، وهومن منقذنا ويسارع نحونا؟ وأي نجدة ترومنا إذا ما بين الرياض وأبوظبي؟ بل ما بين من قالوا إنهم أبناء حضرموت وبين من تقاسمنا وتناصفنا المقاعد والوزارات في حكومة المناصفة؟ وليل إلى متى؟!

نحن لا نطلب الكثير، فقط رواتبنا، ووقف تدهور الريال، مثلما فعل ذولاك. ترى لو عاد أولئك الأبناء وقالوا الزمن يعود مرتين، وقلنا إننا نسرق وننهب ونجوع ونقمع من النصفين، هل توافق أمريكا هذه المرة؟ وهل ستسألنا قبل ذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى