عدن

> عبد الإله الشميري

> على قدّكِ الميَّاسِ نُغتالُ يا عدنْ
وأكثرُ ما نُغتالُ نُغتالُ بالشجنْ

على قدك المياس تزهو نفوسنا
وتسهو أمانينا إذا وجهُكِ احْتقنْ

على صوت هذا البحر رهو هديره
كمعشوقةٍ حسناءَ خمريةِ الوجَنْ

سواحلهُ السمراءُ راحٌ وراحةٌ
لأرواحنا ما هاجَ يوماً أو اتَّزنْ

يجرُّ الغزاةُ المفلسون غبارَهمْ
إليكِ كجرِ النسوةِ الخضرِ للدِّمَنْ

ونحن نزف العطر من كل مشتلٍ
لأعصابكِ الغنَّاء يا وجهكِ الأغنْ

حكاياتُ حبٍّ تخسأُ الحربُ عندها
ودنيا من الأحلام تنسابُ، لا فتنْ

هيامٌ عظيمٌ تستطيلُ أمامَهْ
مؤامرةٌ سوداءُ مدفوعةُ الثّمنْ

لَوَ انَّ لأكباد الرياح موائداً
وخاضتْ إليها الجوع ماشأنها لوان؟!

ظمئنا وما ابتلت بذل عروقنا
وجعنا ولم نحفل بمن باعَ أو رَهَنْ

لأنا أكلنا الخبزَ من كفِّكِ التي
أدارتْ علينا نعمةَ السمن واللَبنْ

لأجلكِ هذا القلبُ ما كان ⚘ وردةً
ولا فاح في دنياكِ عطراً ولا افْتتنْ

يحبكَ جداً يفتديكِ ولا يرى
سواكِ حريّاً بالفداء بغير منْ

يحبك يا كل المدائنِ والقرى
ويا روعةَ الأوطان لو أن من وطنْ

ولا وطن يقسو على مَـنْ يحبُّهُ
وقدطاب مسعاهُ سوى الطعنةِ اليمنْ

إذا البقراتُ السبعُ جفّتْ ضروعها
ويوسفُ أهداها لسيفِ بن ذي يزنْ

سيشرقُ مصرٌ مثلَ مصرٍ مكابر
تبايعه الأمصارُ في السر والعلنْ

وينسى لديك الذئب يوماً عواءَهُ
لأن عواء الذئب شدوٌ إذا اطْمأنْ

وإن غيمةٌ سالتْ قذى في عيوننا
وغابت مرائينا ستصفو لنا غداً

لأنك يا عطرَ الزمانِ حقيقة
سماويةٌ واللهُ ربَّاكِ لا الوثنْ

تضج بحورُ الأرضِ من غير غنّةٍ
وتظهرُ من قهر المسافاتِ ما بَطَنْ

وبحركِ تجويدٌ جديدٌ ووحدهُ
بإصرارهِ من يقهر القهر من يغنْ

يغرد طيرٌ ثم يرتابُ شاعرٌ
أحلَّ له التاريخُ ما حرَّمَ الزّمنْ

يغازلُ فيكِ البحرَ والبحرُ ماكرٌ
كأنثى لعوبٍ تخطفُ الروحَ والبدنْ

يحاصرهُ حتى إذا ابْتلَّ حرفُهُ
جرى كيقينٍ يثلج الصدرَ لا كظنْ

لــ (صيرةَ) نأيٌ في حناياهُ ساخنٌ
وللـ (خور) أبوابٌ بألوانها يجنْ

وطرفٌ نحيلٌ في (المعلا) يجيلهُ
يصافح في أهدابهِ الأهلَ والسَّكنْ

ولا ظهْرَ في هذي المسافاتِ ظاهرٍ
ليظهر منه القبح كي يقلبَ المجنْ

له أن يغني أن يحني غناءَهُ
بأنفاسهِ ما رأْبهُ الطير والفننْ

وما دام هذا البحرُ يثري حضوره
بصيروةٍ أقوى من القبرِ والكفنْ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى