"خلايا ظل" حوثية داخل مؤسسات الدولة في عدن

> يجب ألا يعتقد أحد أن المعركة مع الحوثيين في الجنوب قد انتهت وأن المواجهة حُسمت عسكريا، لأن نفوس هؤلاء مشبعة بالشر الذي لا يهدأ، واليوم هناك من يدعم ويتبنى هذه المليشيات في عدن على شكل خلايا ظل صغيرة تتقرب من الوظائف العليا ومن شاغليها وتتلاعب بالموظفين الفاسدين، حتى تؤمن وتحصن وجودها، فهذه الجماعة لا يمكن أن تعمل إلا في داخل حواضن تحميها وتأويها وتوفر لها المناخ الآمن، وهل كانوا لينجحوا في اقتحام صنعاء أو البقاء في تعز لولا تلك الحواضن؟

هذه الجماعة ما زالت تحاول العودة إلى الجنوب من خلال منظومة التغلغل الناعم لـ "خلايا ظل"، لذلك علينا أن نتحل بالشجاعة والحسم واليقظة وأن نتعلم من دروس الماضي، وأن نتذكر التاريخ الأسود لهذه الجماعة المتطرفة، التي احترفت العمل السري وإعادة إنتاج نفسها كل مرة في كل مدينة وأرض تخسرها عبر تحالفات سرية مشبوهة، لتشكل بعد ذلك ما يشبه اللوبي أو العصابة داخل تلك المدينة ومؤسساتها، وقد بدأت هذه اللوبيات تطل برأسها داخل عدن ومؤسساتها الحكومية وبصورة أصبح الكثير يخشى مكرها وشرها، ويتقرب إليها الضعفاء وأصحاب المصالح والباحثون عن المنافع، أما من يعارضها أو يخالفها في مؤسسات العمل فتمارس ضده أقصى درجات الحصار والحرمان والعزل، وكأنها في معقلها "صنعاء".

لا يخفي على أحد أن إفشال اتفاق الرياض عبر دق الإسفين بين المجلس الانتقالي والشرعية وإسقاط الحكومة هو أحد الأهداف الرئيسة لهذه الجماعة، التي أصبحت تتحرك في مؤسسات الدولة في عدن عبر تحالفات مذهبية انتقائية شطرية واضحة لا تكذبها العين المجردة ولا السلوكيات الجهوية في أشكال مجموعات مغلقة، وكل يوم يمر على مؤسسات الدولة دون التحرك ضد هذا النشاط الخطر، هو بمثابة تمكينها من رقابنا وأمننا، وفي نفس الوقت خسارة لمساحات واسعة من التأثير على أرضنا، حتى السواد الأعظم الذي نراهن على وطنيته إذا تُرك دون دعم وتحرك، فإن المراهنة على صلابته وقوته مراهنة ضعيفة وغير مضمونة النتائج وخاطئة.

دائما ما كشفت التحقيقات الأولية مع المقبوض عليهم من خلايا الجماعة الحوثية، التي بينها نساء، عن ارتباط هذه الخلايا بعدد من الأشخاص داخل المحافظات المحررة المستهدفة، وعدن على رأسها التي تعرض مطارها مؤخراً إلى عملية إرهابية كبيرة غادرة، أشارت أصابع الاتهام في تلك العملية الإجرامية إلى جماعة الحوثي بمشاركة أشخاص "قلة من المحبطين" من داخل عدن، ما زالت تراهن على الحصان الخاسر، وتقتات من الوهم عسى أن تدور الأيام إلى الخلف، لذلك يجب على الأجهزة الأمنية في عدن الانتباه وعدم التساهل والتردد في حسم هذه المعركة الخفية الخطيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى