حان وقت التمسك بالطرق السلمية لحل الخلافات

> لقد تحمل شعبنا الجنوبي ويلات لامثيل لها بسبب الحروب الداخلية والخارجية ضد أعداء وهميين كان باستطاعة العقل الرشيد تجنبها. هذه الحروب التي لم تعط فرصة للبناء والتعمير ورفع مستوى حياة شعبنا. اليوم تظهر مؤشرات مبشرة لانتصار خيار السلام من خلال بعض الخطوات التي تخطوها القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل السياسي للقضية الوطنية الجنوبية.

لن يتوقف صراع المصالح بين الدول على المستويين الإقليمي والدولي، ولكن خيارات إدارة وحل الصراعات سلما أو حربا هي الثمرة التي تجنيها الشعوب (نهوض وتنمية أو كوارث مدمرة). هروب الإنسان من وطنه إلى دول الاغتراب إنما بحثا عن الأمان والحياة الكريمة التي فقدها في وطنه (نصف شعبنا في الغربة)، وهكذا حيثما تمسكت العقلية الحاكمة بخيار السلام في حل خلافاتها مع الآخر، حل الأمن والأمان والتنمية، ورفع مستوى حياة الإنسان، والعكس تماما حيثما حكمت عقلية استخدام القوة في خلافاتها الداخلية (للاحتفاظ بالسلطة) أو خلافاتها الخارجية بسبب مصالحها أو ارتهانها لأحد أطراف الصراعات الإقليمية والدولية أو صراعاتها الحدودية وغيرها.

الحرب الدائرة اليوم في ساحتنا دخلت عامها السادس، لا حسم عسكري ولا حل سياسي، بدأت الحرب بطرفين حوثي اسقط النظام القائم وسيطر على الأرض ورموز نظام مهزوم طلب تدخلا عربيا لإعادته للحكم، وجاء دخول الجنوبيين (قوى التحرير والاستقلال) طرف ثالث استطاع بعون من الله وبمساعدة دول التحالف العربي هزيمة الحوثيين وتحرير الجنوب العربي والوصول إلى حدوده السابقة مع الجمهورية العربية اليمنية. لكن جيش الشرعية المهزومة في عقر دارها انطلق من مأرب مستخدما العتاد العسكري الممنوح من دول التحالف لإعادة احتلال الجنوب العربي بدلا من تحرير بلاده، واستطاع إعادة احتلال شبوة وجزءا من أبين، وعندما ابتلعته رمال شقرة توقف تقدمه، لكنه لا زال يرابط هناك بدلا من العودة للدفاع عن مأرب، وهي ما بقي لشرعية النظام المهزوم.

قيادة المجلس الانتقالي وافقت على اتفاق الرياض برعاية المملكة واقترنت هذه الموافقة بالدعوة لوقف الحرب تمسكا بخيار الحوار السلمي لحل القضية الجنوبية، دون التفريط بتحقيق الهدف الذي سالت من أجله دماء آلاف الجنوبيين، وهو (جنوب عربي مستقل) إن الإيمان بخيار السلام في حل الخلافات على كل المستويات محلية وإقليمية ودولية وقبول التعايش السلمي مع الآخر والتبادل السلمي للسلطة هي العقلية التي يأمل شعبنا الجنوبي توليها حكم دولة الجنوب العربي المستقلة القادمة بإذن الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى