الحكومة تائهة.. وأريد حلا!

> حين صبحتنا حكومة الشؤم ذات نهار عدني بريء، وأعلنت فينا الحزن والوجع من أصناف ما ستفعله بنا، وأنه ليس حلا، ولكن وحلة وزرى يصل حد السفاهة والبحث عن ترقيعات بعيدة عما تفعله الدول والحكومات النبيهة ولا تمت بصلة لرجال حكم جديرين بما يجلسون عليه من مقاعد، إن لم تجلس عليهم بثقلها، وتركتها الثقيلة من عهد قوم عاد.

هذه الحكومة الملومة المقعوصة التي تذكرنا من أول وهلة بقتلى وأرامل ويتامى من ساعة هبوطهم يومئذ، ونجاتهم من البغضاء بينهم حسب المثل القائل "إبليس ما يكسر حزبه" ثم ما شهدنا من حالات التنافر التي أظهرت أن تشكيل حكومة من عدمه ليس حلا ولا مخرجا للهروب من بين الحطام نحو بر الأمان، مثلما يقول الكتاب ويروي الرواة، أبدا، ليس حلا ولا حلول في محل ما سيكون عليه الحال بهذه الحكومة المشؤومة أو بدونها.

وما يعطينا الدليل أنهم لا يخاطبوننا بما نريد منهم، نعم بما تريد عدن وما تطلبه المكلا وترغب به سيئون وأبين ولحج، إطلاقا، ولا نتدخل، طبعا فيما يقال عن المهرة، ولا نعلم، بما ترسمه تدخلات الرياض هناك، وتبرم الجار العماني بهذا الشأن، ناهيك عن أمر سقطرى وما لا نعلمه بشأن هذه الجزيرة، شتان بين وصول الحكومة المنكوسة التائهة لحد اللحظة وبين ما نريد نحن في المدن ذات السلطات المتناثرة.

لا تقارب بيننا وبين هذه الحكومة من أي صنف كانت من الانتقالي أو من بجنبه أو غيرهم من القوي المنضوية منهم ومعهم، فكلهم ينطبق عليه المثل "عز الدين أضرط من أخيه" ونحن لا نلبسهم أثوابا مستعارة أبدا، إنهم هم استعاروا عنا بدلات وأثوابا وعقولا.

قيل لي، وعمن روى أنقل أتوا حكومة تحرير وإعادة وجه الوطن المسلوب، وما أقبحه من عذر، ونحن وعدنا، خلال ما دفعناه من متاعب وتحمل للغلاء وانعدام الخدمات واختفاء الغاز والرواتب والمعاشات والمياه وحكاية الكهرباء، أنهم أتوا لتحريرنا مما نحن فيه، وإعادة سيادتنا أيضا، إذا هناك خلل بيننا وبينهم، وما أسرع ما تخلوا عنا، ونفضوا أيديهم عن عدن والمكلا ولحج وعن البريقة وسقطرى، وها هم يتجولون في حضرموت بمواكب وولائم ومباهج، نستحقها نحن في دحر معاناتنا، وليس هم في مظاهر تشمئز منها النفس، ولا ترومها أخلاق، وهذا من مساوئ الزمن علينا حين رمت علينا، من تدعي أنها حكومة، حلا، وهي للبلاء والأذى والذل أقرب.

مهما أحسنا النية في كل أطراف هذه الحكومة العاجزة فإن الأمر، مما يبدو عليه، أبعد مما نتوقع، وإننا في كذبة كبيرة لا آخر لها، بل إن هناك من يعيد علينا تباعا هذه الكذبة التي أوصلت حكومة كسيحة تزيد من متاعبنا، وتزداد هي بتناقضاتها ونزاعاتها ومفاسدها، وتنهب أيديهم في غفلة منا كل شيء، وفيه استقرارنا وخدماتنا وقوتنا.

أيتها الحكومة المشؤومة اغربي عنا، أنت لست منا!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى