الربيع اليمني ، "أنا متفائل"!

> سيكون الكلام عن الربيع اليمني من قِبَل مسؤول حكومي مصحوباً بإحساس مفاجئ لدى المتلقّي؛ لأن في بلدنا المُترعة بالخِصب لا أحد يتكلم عن جمال الموسم، حتى قبل سنوات الحرب الست لم يكن الإعلام في هذا البلد يُلقي نظرة من هذه الزاوية المخملية، غير أنه أسهب في الكلام عن السياسة في ظل خريفٍ من الحرب مستمر!

* كان ينقص البلد حكومة رشيدة، وأن يتوقف صوت الرصاص وتتعافى العملة الوطنية وترخص الأسعار، لكن بدأ أن هناك عينٌ إقليمية وأخرى أُممية تنظران شزراً لهذا البلد، فبمجرد هبوط طائرة الوزراء الجُدد في مطار عدن جاءت الصواريخ، وجاء من بعدها تقرير لجنة الخُبراء، ثم تمضي إدارة الرئيس الجديد "بايدن" في التراجع عن تصنيف الحوثي جماعة إرهابية، بينما كثّفت المليشيا هجماتها للسيطرة على مارب في طموح متسارع لتحسين شروط التفاوض تأهُباً لضغط أُممي على طرفي النزاع لفرض حل سياسي.

* بدا خلال هذا الجو المشحون بالأزمات الحاجة لدبلوماسية نشطة تقنع العالم بعدالة القضية اليمنية، والتحرُّك لوقف اندفاع جريفثس نحو صنعاء، والصمود أمام مواقف واشنطن الجديدة تجاه اليمن في عهد بايدن!
*السلطة في بلدنا لا تفكّر في الربيع الذي يزيّن الأرض عند حلوله، لكن بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا يرقُب موسم الربيع في بلاده ويقول "أنا متفائل"؛ لأنه سيُعلن عن خريطة طريق للخروج من العزل يوم 22 فبراير بخصوص كورونا، لأن الإنجليز يحلمون بربيع العافية المفعم بالحب والجمال!

* ماذا لو عصف بنا الفيروس في اليمن كما عصف بالعالم، وفي بلدنا حرب مستعرة منذ ست سنوات؟
* كنا نُريد أن نسمع كلمة "أنا متفائل" في هذا البلد عندما يُعلَن من طرف الحكومة خريطة طريق للخروج من دوامة الحرب، ولو بحسم ديبلوماسي إنْ كان كَبُر على أصحاب القرار الحسم العسكري!

*في اليمن سيحلُّ علينا الربيع وسعر الدولار في صعود مستمر وأزمة الكهرباء تتفاقم وسعر الدقيق والزيت يغلي، ولن يستطيع المواطن خلال شعبان أن يشتري مؤونة رمضان، وسيتذكر أن فيروس كورونا أفسد عليه صيام العام الماضي وأن فيروس الغلاء يتأهب لإفساد صيام هذا العام، إنْ لم يقل رئيس وزراء اليمن "أنا متفائل" ، أقل شيء امنحونا قَبَسا من أمل أيُّها السادة!

* نريد أن نستقبل لأول مرة ربيع بلادنا كما يفعل العالم، ونصوم كما يفعل المسلمون، ونحس أن حكومة المناصفة تنصف في الحكم، وتقضي بالعدل.
* تحية من عدن إلى بريطانيا العظمى ولن يُفسد مارتن للود قضية، فلربما جاد الزمان ببقية وصل وعَبَق من الربيع الإنجليزي، والى أن يعزم أهل هذا البلد بوقف الحرب، "أنا متفائل" إنْ لم يكن مُعين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى