أبين تدفع ثمن ذنب غامض

> المتأمل في سير أحداث الحاضر يرى أن ما يجري في أبين هي أمور مطبوخة بعناية، تديرها قوى حاقدة على أبين وأهلها، أشك أن تكون محليه... ظاهرها استمرار (القتل والإفقار)، واجتماع هاتين الوسيلتين واستمرار تلازمهما في أي مجتمع أو منطقة هي وسيلة لتركيع وإذلال الجهة المستهدفة. وهكذا نعتقد أن ما يجري يهدف إلى تركيع وإذلال أبين شوكة الماضي والحاضر.

المشكلة أن كل ما يجري ينفذ بأيادي أبينية، فمثلا ظهر تنظيم القاعدة في أبين بقيادات أبينية، وقاد النظام عبر قيادات أبينية حربه المصطنعة (التدميرية التجويعية) بحجة محاربة القاعدة (الموجهة) إلى أبين، هل هذا مجرد مصادفة؟
الاختلاف بل والتصادم من السمات الجامعة لأبناء أبين على مختلف المستويات، سواء في سلطة الدولة أو سلطة محافظتهم، مع أنهم يتميزون بموهبة القيادة. في علاقاتهم البينية يفرضون على الحاضر علاقات وتباينات الماضي.

السؤال هل لأبين أن تهدأ من الصراعات المتواصلة؟ وتتجه إلى التنمية؟ هل لقيادات أبين القدرة على تدارك التدمير الممنهج؟ نعم، ولكن عندما تستطيع هذه القيادات توجيه الرسائل إلى المعنيين داخليا وخارجيا. (إن استمرار وسائل التدمير يضر بمصالح الجميع وإن من يعرف طبيعة إنسان أبين يدرك استحالة تركيعه وإذلاله، ولو استمر التدمير للأجيال القادمة)، ولكن استمالته أمر ممكن ومحقق لمصالح الجميع.

أبين بوابة عدن الشرقية واستقرارها استقرار (عدن أبين) بل والجنوب العربي عامة. كل الحروب في مختلف أصقاع الأرض تشعلها المصالح المتناقضة، سواء محليا أو إقليميا أو دوليا. التنمية شرطها الاستقرار، وهنا تتحقق مصالح كل الأطراف ذات المصالح في أي منطقة. التنمية في أبين هي مفتاح للاستقرار وغياب لأصوات المدفعية والبندقية والقتل، مع احتفاظ الإنسان بكرامته وإدماجه في النشاطات التنموية، وهي الطريقة المثلى لما ينبغي أن يتم في أبين.

ولنبدأ في المنطقة المحررة بتوقيف معركة الذئاب المحلية، بدلا من تركهم يتسابقون على الإثراء بأقصر الطرق، وإن كانت محرمة شرعا وقانونا. المواطن يراقب أفعالنا، وعلينا أن نقدم نماذج لأفعال تقنع الشارع بأننا رجال دولة، وذلك بحفظ أمن المواطن، ووضع حد لظواهر البلطجة وبيع الممتلكات الخاصة والعامة والنهب والابتزاز والاستئثار بالمال والمصالح العامة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى