تصعيد الحوثي في مأرب يجبر النازحين على النزوح مجددا

> تقرير/ أحمد الشبيلي:

> ​تسبب تصعيد ميليشيات الحوثي في محافظة مأرب اليمنية وعدد من المناطق في شرق العاصمة صنعاء، في نزوح عشرات آلاف من الأسر من المخيمات التي يفترض أنها تأويهم من نزوحهم الأول من منازلهم.

وقال سيف مثنى، مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب، إن "آلاف النازحين القاطنين في المخيمات المتناثرة على أطراف المحافظة اضطروا للنزوح مجدداً هرباً من القصف والتصعيد الحوثي الذي يطرق أبوابهم". وأضاف أن الهجوم الذي تشنه الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية من جهة مديرية صرواح ورغوان، وفي أطراف مديرية بني ضبيان من محافظة صنعاء، تسبب بنزوح آلاف الأسر مجدداً من مخيماتها، مؤكداً أن "المخيمات الآهلة بالسكان في مديريتي صرواح ورغوان تعرضت للاستهداف بالقصف المدفعي".
النزوح الثاني

ولفت مثنى إلى أن "هذا القصف تسبب في نزوح جديد لأعداد كبيرة من الأسر النازحة أصلاً إلى الجبهات التي تشهد الاقتتال اليوم من مناطق أخرى، حيث يعد النزوح الثاني لها إلى الأماكن والملاذات الآمنة داخل مديرية صرواح"، مؤكداً أن "انتهاكات الحوثيين مستمرة بحق النازحين ولم تعد خافية على أحد وتعتبر انتهاكات جسيمة تخالف القانون الدولي الإنساني، الذي ينص ويحرم استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال". وأوضح أن "النزوح الجديد كان من مخيمات مديرية صرواح "الزور، الهيال، الصوابين، لفج، الملح، وادي العطيف" وأطراف مديرية "بني ضبيان"، إضافة إلى نزوح داخلي في مديرية رغوان.
أكبر نزوح من مأرب

من جهتها، رصدت منظمة الهجرة الدولية نزوح 1284 أسرة يمنية منذ مطلع العام الحالي، مشيرة إلى ارتفاع أعداد النازحين في محافظة مأرب جراء تصاعد القتال. وأضافت في تقريرها حول حالات النزوح أنه بين 7 و13 فبراير (شباط)، تتبعت مصفوفة النزوح التابعة للمنظمة في اليمن، 655 أسرة (3930 فرداً) نزحت مرة واحدة على الأقل. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن أكبر عدد لحالات النزوح سُجل على التوالي في محافظات مأرب.

وأوضحت أنها رصدت منذ مطلع العام في يناير (كانون الثاني) وحتى 13 فبراير الحالي، نزوح 7 آلاف و704 أفراد يمثلون 1284 أسرة، نزحوا لمرة واحدة على الأقل، إضافة إلى رصد نزوح 17 أسرة للمرة الثانية بسبب تصاعد حدة الصراع.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، حذر في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" من تداعيات خطيرة لأي هجوم على مأرب إنسانياً، مؤكداً أن التصعيد يعرض حياة نحو مليوني نازح للخطر.

عواقب إنسانية
وقال لوكوك "أشعر بالقلق الشديد نتيجة التصعيد العسكري الحاصل في مأرب وتداعياته المحتملة على الأوضاع الإنسانية". وأوضح أن "الهجوم سيؤدي إلى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها"، مشيراً إلى أنه سيتحدث عن التصعيد في محافظة مأرب في إحاطة قريبة له أمام مجلس الأمن.
وسجلت مأرب الرقم الأعلى من بين محافظات اليمن في استقبال النازحين خلال سنوات الحرب الست.

ورأى سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة "يونيسكو"، محمد جميح، أن "الهجوم على مأرب ليس هجوماً حوثياً على عاصمة المقاومة اليمنية وحسب، ولكنه هجوم إيراني على أحد أقدم مراكز الحضارة العربية ممثلة في عاصمة السبئيين". وأضاف في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر" "عندما تجد تناغم إعلام ميليشيات طهران في العراق ولبنان وسوريا واليمن في ما يخص الهجوم، ندرك أن الهجوم إيراني الرسائل والوسائل والأهداف".

وكثفت الميليشيات نشاطها العسكري في الأشهر الأخيرة، في وقت يتصاعد فيه الحديث عن ضرورة التوصل إلى حل سياسي على الصعيد الدولي.
يذكر أن إيران تنفي الاتهامات الموجهة إليها بتزويد ميليشيات الحوثيين بالأسلحة لكن المسؤولين الإيرانيين لا يخفون مواقفهم الداعمة للجماعة التي سيطرت على العاصمة صنعاء بقوة السلاح وتمددت للهيمنة على أنحاء اليمن.

إندبندنت عربية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى