لقاء موسع لحزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر في عدن

> عدن «الأيام» عبدالقادر باراس

>
  • الكثيري: لا مصلحة في العمل الحزبي إلا تحقيق أهداف شعبنا الجنوبي
  • "السفر إلى المستقبل".. مشروع رابطي يدشنه الحزب لاستعادة الحق الجنوبي
نظم حزب رابطة الجنوب العربي الحر لقاء تعارفيا موسعا أمس في عدن، حضره رئيس الحزب، المفوض، علي عبدالله الكثيري، وعدد من القيادات الرابطية وحضور عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية الجنوبية. ويأتي هذا اللقاء في ضوء التغييرات التي شهدها الحزب في هرمه القيادي.

وفي بداية اللقاء استعرض القيادي الرابطي د. شكري حازم، بكلمة ترحيبية، ثم تحدث عن مراحل التي مرت بها المنطقة في دولنا العربية، ملخصا للوثيقة التي بني عليها حزب الرابطة كهدف أسماه بالسفر إلى المستقبل، ومصاغة بهيكلة للدولة والنظام والحزب ومنظمات المجتمع المدني والتفاعل مع الأحداث التي حدثت في مجتمعنا العربي طوال السنوات الماضية، وبما يسمى بالربيع العربي.
د. شكري حازم
د. شكري حازم

وتطرق أيضا إلى ما جاء في الوثيقة من أبعاد الحراك الشعبي في المنطقة بالقول: "الوثيقة تتكلم عن السمات الخاصة لهذا الحراك أنه لم تكن له قيادة، وظل الحراك جماهيريا في المنطقة، مجرد معركة سياسة لمقاومة النظام فقط بهدف إسقاطه، ولم يكن له هدف سياسي ولا شعارات أممية ولا دينية، وهدفه كان إسقاط النظام، وكان يعمل داخليا دون ارتباطه بالخارج، واستمر الحراك حتى بدأت نتائجه تظهر، وكانت أولى هذه المؤشرات في تونس، ثم بدأت في مصر واليمن وهكذا".

وأضاف: "ما يهمنا في الموضوع أن حزب الرابطة فكر في العام 2005 على مشروع إصلاحي للمجتمع ككل، وللأسف الشديد لم تقبل الأنظمة، أقصد النظام السائد في تلك المرحلة، عندما بدأ الحراك في العام 2006م كان لديه من الرؤية السابقة للمجتمع، كان يحمل مشروع إصلاح، إذا لم تقبل المؤسسة الحاكمة فإن الناس سوف تتجه إلى خلق قيادات سياسية تقوم بعملية الإصلاح السياسي الشامل، ولهذا يبدو أن العالم كله رفض هذا النوع، مما أدى إلى مقاومته، وبالتالي تساقطت الأنظمة، الحزب بنفسه تداعى لمثل هذا التغيير، وبدأ في مؤتمره في عام 2009م، وإن العمل السياسي كان يجب أن يأخذ مناحي مختلفة، ومن ضمنها تغيير في نظام الحزب، ورفده بالشباب، ولهذا تضمنت وثيقة الحزب بالسفر إلى المستقبل، ومنذ مؤتمر 2009 كان بداية الأحداث من هذا النوع من التغيير، وبعد المؤتمر تم إدخال نسبة من الشباب، كما نص عليه في نظامه الداخلي، وهذا ما تحقق بعد المؤتمر، وفعلا أعطى نقلة كبيرة للحزب من حيث رفده بدماء جديدة، واستمر هكذا، ولكن، للأسف الشديد، صادف أسبابا لم تسمح بالاستمرار في مثل هذا العمل، وأدى فعلا إلى عدم وجود إمكانيات، وكثير من الأسباب الأخرى.

آخر تغيير للحزب اُتخذ من خلال تعيين القيادات العليا للحزب بالرئيس والأمين العام، وفعلا برئيس الحزب بصلاحياته وإعادة هيكلة الحزب واختيار علي عبدالله الكثيري رئيسا مفوضا للحزب، ويحيى محمد الجفري نائب رئيس الحزب، ود. أحمد زين عيدروس، مستشارا لرئيس الحزب، والأخ فضل محمد ناجي، قائما بأعمال أمين عام الحزب، والأخ عبدالله أحمد الحوتري، نائب القائم بأعمال الأمين العام للحزب، و د. جواد مكاوي، مساعد الأمين العام لشؤون المجتمع المدني، اعتقد هذا هو المحصول الذي بدأ تطبيقه في هذه الحرب تحسبا أو اتباعا لهذا التغيير الكامل والشامل الذي أحدثته الحركات السياسية في المجتمعات العربية طوال العشر السنوات الأخيرة".
علي الكثيري
علي الكثيري

كما استعرض في اللقاء القيادي الرابطي محمد عبدالله الموس، بقراءة سريعة لملامح إعلان الرابطة في مشروعه السفر إلى المستقبل بالقول: الأحزاب التي لا تتجدد تشيخ فكرا وسنا، وتشيخ في التعاطي مع الواقع المتغير كل يوم، وانطلاقا من هذا الفكر جاءت وثيقة الحزب (السفر إلى المستقبل) الذي تناوله الدكتور حازم، والتي تقوم على تشبيب القيادة في حزب الرابطة لأن التشبيب يتفعل في قراءة للفكر والتعاطي للواقع معا.
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس

فقيادتنا الكبيرة التي نبجلها ونحترمها لديها مخزون معنوي هائل من التجارب، لكن مع ذلك لم نصل إلى صيغة توافقية، هذا مؤشر على أن الأحزاب بحاجة إلى تجديد، ولا نريد ذكر أحزاب محددة، ولكن لو نظرنا إلى الخارطة الحزبية سواء في الجنوب أو الشمال سنجد قلة منها، واحد أو اثنان من الأحزاب على التجديد أو الاستقطاب، والبقية تجتر الماضي. ولا زالت حتى مفرداتها تقال منذ السبعينيات والثمانينات وإلى الآن، وحتى في تفكيرها ليس لديها تجديد، ومن هذا المنطلق حمل حزب الرابطة مشروعه البحث في عام 2009م وكان من المفترض تنفيذه ما بعد المؤتمر التاسع لكن لظروف الحرب في 2015م.

قبل أن يعلنوا (إعلان هذا الانتقال) بأنه يؤدي إلى حدين، يؤدي إلى تفكير مختلف في التعاطي مع الواقع سواءً كان محليا أو إقليميا، ويؤدي أيضا إلى أن هذه القيادة التي هي من الجيل الثاني أو الثالث، نستطيع أن نقول عنها بأنها من الجيل الثاني تؤدي إلى ملامسة حياة وطموحات الناس، وإيصال رسالة بأن القيادة ليست حكرا على واحد أو اثنين أو عشرة وإنما القيادة متاحة لهم لليوم وغدا".

كما ألقي في اللقاء كلمة المجلس الانتقالي، ألقتها نيران سوقي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي نائبة رئيس الجمعية الوطنية مرحبة بالحاضرين قائلة: "يشرفنا في المجلس الانتقالي الجنوبي أن نكون حاضرين معكم في هذا اللقاء الموسع، وبما أن المجلس الانتقالي حاضن لجميع المكونات والأحزاب التي تهدف إلى قضية الجنوب باستعادة الدولة الجنوبية".
نيران سوقي
نيران سوقي

مضيفة: "طبعا هذا الحزب أعطيه كل الحق بما قدمه ويقدمه، وهذا دليل أنه يسعى نحو الهدف طوال تاريخه، أتمنى لكم التوفيق في لقائكم".
وختمت كلمتها: "أتمنى أن تكون هناك اللحمة الجنوبية التي دائما المجلس يؤكد عليها في عملية التصالح والتسامح".

وفي كلمته في اللقاء، قال رئيس الحزب علي عبدالله الكثيري: "أقف أمامكم اليوم، وفي هذه اللحظة التي أوكلنا بها مهمة نراها جسيمة، وأيضا مهمة تلتقي استمرار مسيرة كفاحية لحزب عريق كحزب الرابطة.
طبعا في الـ 29 من أبريل القادم سيستكمل الحزب تأسيسه الـ 70، وهو أمر يثير الكثير من الأمور المتصلة برسالتنا للحزب، وأيضا بما نعنيه اليوم، نحن في هذه اللحظة نؤكد إننا سنستمر في قيادة مسيرة هذا الحزب على النحو الذي يحقق أهداف شعبنا ووطننا الجنوبي العربي.

ومن هنا أتوجه من الأعماق للسيد عبدالرحمن علي بن محمد الجفري رئيس الحزب، والأمين العام، حفظه الله، محمد بن فريد، لأقول لكم ولهم من خلالكم، إننا قد أسندنا أمانة هذا الحزب، منذ انطلاقه في العام 51، شكل مدرسة ضمت كل الاتجاهات في ذلك الوقت في إطار الجنوب، واستطاع منذ بدء الحركة الوطنية الجنوبية في عام 1951م، قبل ذلك كانت هناك حركة محلية مقاومة في إطار كل منطقة، سواءً في عدن أو الضالع أو أبين أو يافع أو حضرموت. كانت كالجزر المتناثرة في مقاومة المحتل، ولكن بجهود نخبة من المثقفين الذين عادوا إلى الجنوب بعد إنهاء دراستهم في الخارج أوصلوا الناس إلى تشكيل أول حركة وطنية جنوبية، وإعلان حزب رابطة أبناء الجنوب.

طبعا نحن اليوم امتدادا له، ولا نريد أن نسهب في التاريخ، ولكن نريد أن نؤكد هنا أننا اليوم كحزب رابطة نعمل للوطن، وهذه قناعتنا، وبالنسبة لنا إنه لا مصلحة في العمل الحزبي حتى تتحقق أهداف شعبنا ووطننا، وهذا المنطلق هو الذي نبني عليه مع كل الخيرين والقوة الموجودة في الساحة".

وأضاف: "بالتأكيد وطننا في مرحلة مفصلية تستدعي من كل الأحرار والوطنيين أن يكونوا ملتفين، وأن يسعوا ويعملوا من أجل الانتصار للأهداف العظيمة التي ضحى من أجلها آلاف مؤلفة من الشهداء. نقول لا تراجع ولا مساومة لقضية شعبنا، وهذه قناعتنا، ونؤكد على أننا لن نكون إلا مفاتيح للخير ومغاليق للشر، فإننا سنعمل مع الكل، ومن خلال وجودنا في المجلس الانتقالي، هذا الأمر سيعزز على إنجاز أهداف شعبنا".

وقال: " لسنا في خصومة مع أي جنوبي على الإطلاق، نختلف ونتباين في كيفية الوصول إلى هدفنا، ولا يمكن أن نكون إلا مع صف شعبنا ووطننا الجنوبي، الأمر الآخر هو أننا نثمن تثمينا عاليا للأدوار الكبيرة للأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين كانوا حاضرين بقوة عندما حاولت ميليشيات الحوثي أن تخضع الجنوب وتجدد احتلالها للجنوب، ولكن أشقاءنا كانوا حاضرين بعاصفة الحزم الممتدة إلى اليوم مع شعبنا ومقاومتنا، نعمل في إطارها لتحقيق أهدافها ".

وختم رئيس الحزب كلمته: "أدعو من هذا المكان، وربما هي لحظة بالنسبة لي، ولم أكن أتحدث معكم الآن كوني رئيسا، ولم تكن مطروحة لأننا منخرطين في العمل الوطني كما قلت، فعملنا الحزبي سيتجه خدمة لوطننا، وهو المضي نحو تحقيق أهداف شعبنا في استكمال التحرير والاستقلال وبناء الجنوب العربي، ومن هنا أوصي الجميع أن يلتفوا حول قضيتهم، وأن نعمل جميعا في تعزيز اللحمة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى