خساسة الحنشان في العمل

> تخريب، إعاقة، تهميش، إقصاء، خسة، إذا تصرف المسؤول بهذه الطريقة تجاهك، فماذا يعني ذلك؟ هل هو مجرد شرير سيئ السمعة؟ أم مريض نفسي ؟ أو ربما هناك أسباب أعمق وراء سلوكه؟ بالطبع السلوك الأعمق يكون ناتجا في الغالب عن نوايا وتربية سيئة، أو دور تخريبي خبيث مغلف باحترام وحشمة زائفة، لكن خلف واجهة الحشمة والابتسامة كراهية مخفية.

البعض يتعامل من منصبه كمسؤول في وظيفة الدولة بكل لؤم، ويصنف الموظفين حسب مزاجه وخوفه الشخصي منهم ومن مستويات خبراتهم وعلومهم وشهاداتهم، وبهذا التعامل المريض يعكس هؤلاء البعض ضعفا واضحا في النضج النفسي والسلوكي والمعرفي، كما هو الحال في جميع ظواهر الحياة الأخرى، حيث تختلف درجة وقاحة السلوك من شخص لآخر، وتستخدم السلوكيات العدوانية بانتظام كوسيلة للبقاء، وبناء العلاقات والتفاعل مع الناس.

العديد من الأشخاص الانتهازيين من مخلفات الإدارات السابقة وصلوا إلى كراسي المسؤولية عبر التسلق الوظيفي والفهلوة والمحسوبية وكتابة التقارير عن زملائهم، ولا زال البعض من هؤلاء يخفي الحنين لماضي الاستبداد الجاهل المتصل بالعقلية الأمنية والقبلية، ولا زال هناك من يظن أن فرد عضلات القبيلة والأمن أقوى من صوت الحرية والحق والتنمية والتطور وأعلى من الجدارة، التي هي الأساس في اختيار الموظفين لشغل الوظيفة العامة، من أجل أن لا تسيطر مجموعة دون أخرى على المؤسسات العامة إداريا أو ماليا أو فنيا.

الاضطهاد الوظيفي والسخرية من الأسلحة المفضلة لدى المسؤول الرخيص في التعامل مع من لا يعجه، وبالعادة لأسباب تافهة، كما أن لدى المسؤول أشكال أخرى مختلفة من أسلحة المؤسسة ضد البقية، فقد يحرم المسؤول الضحية مثلا من العلاوة السنوية أو الترقية أو من بدل العمل الإضافي أو الدورات والمشاركات الداخلية والخارجية، وقد يتعرض إلى مضايقات وتطفيش وتهميش، وهذا كله ليس بسبب عدم كفاءته، إنما بسبب عدم انصياعه إلى المسؤول وشلته، التي تدير المؤسسة وتسيطر على مواردها المالية والبشرية، بل قد تصل الأمور ضده إلى حد التجريح والتهكم.

إن المسؤول إذا كان نسخة مكررة من سابقتها الفاسدة الدنيئة، فمن المستبعد أن يفكر بطرق إبداعية وخلاقة، فهو لن يبني ولن يطور، وعنصر خطر لن يجمع من حوله سوى أصحاب العقليات القريبة من أفكاره وسلوكه السلبي والعنصري الفاسد، وهي دعوة للتوجه للهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بسؤال متى نرى ممثلي الهيئة يطلقون مبادرات لمنع تكرر النسخ الفاسدة في أماكن العمل، وتنقية وظائف الدولة من هذه الأشكال المدمرة والخطرة؟ ومتى الدولة تنتبه لتلك النسخ وللعلاقات الفاسدة، التي أصبحت تهدد الأمن القومي من خلال"الوظيفة" في المناطق المحررة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى