> الحديث عن النظام والقانون والنظافة ومحاربة المخدرات والفساد أمور كلها سهلة، لو توفرت القيادات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ذات القدرة والكفاءة.

والنزاهة معيار للقدوة الحسنة التي تؤمن بمصالح الوطن والشعب، لتمكننا من تحقيق إنجازات هائلة في وقت قياسي وبدون أي تكاليف مادية أو بشرية مرهقة، كون المجتمع والناس اليوم يفتقرون للقدوة الحسنة، التي إذا وجدت فستفجر طاقات مجتمعيه كبيرة، تعمل وتدعم أي عمل وطني، يستهدف القضاء على كل الظواهر السلبية، التي نمت وترعرعت في بيئة فاسدة، جعلت المواطن لا يفكر غير في مصلحته، ولو كان ذلك على حساب الوطن والمواطن وعلى حساب الأخلاق والقيم، التي فقدناها، ونحن كنا من روادها، خاصة في هذه المدينة، التي استوعبت كل الأطياف والألوان والمذاهب والتيارات السياسية.

إن إصلاح ما خربه الفساد والسياسة في الجنوب يحتاج للقيادة الوطنية الواعية والمثقفة والمخلصة القادرة على تجسيد روح الأخلاق والقيم النبيلة، التي سادت لزمن طويل بين الناس في عدن، وبقية مناطق الجنوب، كون جذورنا العربية الإسلامية الأصيلة كانت نبراسا للجميع، ناهيك عن انتشار الوعي والثقافة والمدنية.

إنني أود أن أترحم على تلك الأجيال من الرواد في مجال العلم والثقافة والنزاهة التي زرعت فينا حب الوطن والحفاظ على مصالحه، وفجرت فينا روح الخلق والإبداع.