من وراء عملية محاولة اغتيال قيادة الدعم والإسناد؟

> في البداية حمداً لله على نجاة قياداتنا المستهدفة في هذا الفعل الإجرامي الجبان، وثانياً لا تمنطقوا هذه القيادات المستهدفة في هذا الفعل الجبان، فهي أكبر من أن تكون يافعية فقط، فهي جنوبية فاعلة في النصر والثبات الجنوبي، نعلم أن العدو المتربص بنا، أياً كان، يحاول ضرب مكامن قوتنا، وعملية مدينة الشعب تسير في هذا الاتجاه، لكن هل نستطيع تحديد الجهة التي خططت ونفذت هذا الفعل الإرهابي الغادر؟

نعم نستطيع، ولدينا قدرات متمكنة من أداء هذا الدور باحترافية ودقة، لكن مجمداً فعلها، وأول سؤال لنا: لماذا يتأخر تفعيل الجهاز الاستخباري التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي للقضية الوطنية الجنوبية؟ إن كان هناك من يتعمد تأخير نشاط هذا الجهاز، فإما أن يكون مرده تحاشياً لفعله، أو تجاهلاً وجهالة، لأهميته في هذه المرحلة الاستثنائية، موضوع التعذر بعدم توفر إمكانيات تشغيل هذا الجهاز ليست مقنعة، فلدينا كثيرون من قيادات وكفاءات هذا الجهاز في صف التوجه السياسي الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي ولا يحتاجون تأهيلاً، ويستطيعون تفعيل هذا الجهاز بأقل كلفة، لأنهم جزء من قوى التحرير والاستقلال الجنوبية.

مسألة البحث عن الجهة المنفذة لهذه الأفعال الإرهابية المستهدفة قتل قيادات مؤثرة في الوضع القائم بالمناطق الجنوبية المحررة، ليس من الصعوبة تحديدها فهي واضحة للعيان على المستوى الداخلي والخارجي في خطابها السياسي ومواقفها المعلنة تجاه قوى استقلال الجنوب العربي ولأنها كثيرة، علينا التمحيص والتدقيق في التحكم بتوجيه الاتهام وردة الفعل المتسرع، فهناك قوى لا يصل عداؤها إلى ارتكاب جرائم قتل، وقوى لوكان لها قدرة لن تتورع في إبادة الجنوبيين وامتلاك الجنوب العربي وطناً وثروة بدون سكان، وهناك قوى هدفها تأجيج الصراع الجنوبي - جنوبي، فتقدم على أفعال توهم المستهدف بأنها صادرة من أقرب الناس له.

لدينا قوة عسكرية ضاربة استطاعت إثبات قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على تحرير الجنوب العربي من قوات الغزو الحوثية، واستطاعت أيضاً تطهيره من تواجد قوى الإرهاب في مختلف المناطق المحررة في الجنوب وحمايته، وفرض قبول الأمر الواقع على الطرف الآخر، المهاجم بقواته والداعم لقوى الإرهاب الموجه إلى الجنوب العربي.

رافق هذا الواقع انفتاح دول الإقليم والعالم على التعاطي مع المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة فاعلة على الأرض، والاعتراف به كحامل سياسي للقضية الوطنية الجنوبية، ألم يكن تفعيل الجهاز الاستخباري الأمني مهمة مستعجلة لنا ككيان حامل لقضية وطن يتجه إلى الاستقلال وإعلان دولته المستقلة؟
نحن على ثقة من النصر النهائي، لكن بعد عناء وكوابح كثيرة وضعت أمامنا، لاختبار مدى قدرتنا على التعاطي الحكيم والحازم وإدارة دولة في المستقبل القريب بإذن الله.

هذه العملية الغادرة فشلت، وقبلها فشلت عمليات أكثر قذارة استهدفت الإنسان الجنوبي دون استثناء، وما زالت مستمرة، وهي (تجويع ممنهج بوقف صرف المعاش الذي يعتبر مصدر الدخل الوحيد للإنسان الجنوبي، وتدمير كل الخدمات، ورفع أسعار كل المواد، وانهيار عملة الريال اليمني وغيرها من الأفعال القذرة)، والإصرار على استمرار هذه الحرب الأكثر قذارة ونتانة قد يحتاج منا للجوء إلى آخر وصفة للعلاج، أمام كل هذه المحاولات الهادفة لاستسلام الجنوبيين، ظل الجنوبيون في متارس الدفاع عن المناطق المحررة. بهذا نجد كل المهام المسنودة للشعب الجنوبي قد تم نجاحها بامتياز، وتبقى المهام المسنودة للقيادة السياسية التي نثق بنجاحها باقتدار وعون الله الناصر للحق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى