أحزاب عسكرية

> ليس على طريقة بايدن سيأتي السلام إلى اليمن، ولا عن طريق الأُمم المتحدة التي تتحدث عن الجانب الإنساني، بينما خمس دول في مجلس الأمن دائمة العضوية تعقد صفقات سلاح مع دول تتصارع في أرض اليمن السعيد.
كان الشعب بقواه السياسية هو من سينتصر للسلام في اليمن لولا أن تلك الأحزاب خذلته عندما كشف معترك الحرب أن تلك القوى السياسية فاشلة وضعيفة رغم مرور 30 عاماً على التعددية.

إن تلك القوى السياسية انحازت لمشاريعها الخاصة، وأبدت أنانية مفرطة في سلوكها ومواقفها السياسية، وعجزت طيلة ثلاثة عقود عن خلق مؤسسات حزبية قوية وفاعلة تُرسي ثقافة وطنية تُعلي مصلحة اليمن فوق كل المصالح، وهو ما أثّر سلباً في دور تلك الأحزاب تجاه السلام وإيقاف الحرب.
سيقول بايدن كلاماً كما قال سلفه ترامب، لكن يضل القرار بيد أهل اليمن في إيجاد حل لمشكلتهم، ولم يكن ذلك ليتحقق ما لم تجنح تلك الأحزاب إلى ثقافة السلام ليست المشروطة باستسلام قوى أخرى تتصارع معها في الميدان.

إن الأحزاب اليمنية عجزت في الوصول إلى اتفاقات وتفاهمات تهيء لعملية سلام مستدام، لأن بعض تلك الأحزاب انخرطت في دعم العمليات العسكرية، وخاض كثير من أعضائها في مواجهات قتالية حتى صار الدور السياسي لتلك الأحزاب متلازماً مع العمل العسكري.
ولمّا غابت عن القوى السياسية في اليمن  الرؤية الواضحة والواقعية للحل ووقف الحرب، برزت تناقضات وتوجهات مختلفة في وسط تلك الأحزاب والتحالفات، أدّت إلى مواجهات وصراعات كتلك التي حدثت في مدينتي تعز وعدن بين القوى المنضوية في تحالف الشرعية أو تلك الأحداث التي جرت في صنعاء بين الحوثي وحليفه حزب المؤتمر، وأدت إلى مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

لقد حبست الأحزاب اليمنية حُلم الشعب بوقف الحرب في أحشائه وأحبطت في وجدانه التطلُّع إلى السلام حتى لم يعُد للناس صباح يتنفسون فيه الحرية، وصار ما كان يُطلق عليه اليمن السعيد مجرد قطعة أرض تتشارك فيها أطراف إقليمية تستميت من أجل القتل والتدمير في حرب بالوكالة بحثاً عن النصر المزعوم.

سيكتب التاريخ في اليمن أن الأحزاب التي ركبت الثورة في ساحة التغيير بصبغة مدنيّة، تحوّلت إلى أحزاب عسكرية عشية ما قيل عنه انقلاب الحوثي على الشرعية، كما قد رأينا من تلك الأحزاب والمكونات السياسية تبعيتها المقيتة لمشاريع خارجية في إطار الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة العربية.
وأخيراً كل هذا الضعف والفشل الذي رافق عمل الأحزاب طيلة الأزمة كان وراء إطالة أمد الحرب  ومضاعفة المعاناة للشعب اليمني الذي أصبح يشكو ويئن من جحيم الحرب وجحيم الغلاء وغياب الخدمات وانهيار الاقتصاد والعملة الوطنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى