أنتِ لست ضميراً مستتراً فلا تتخلي عن تاء التأنيث

> نصف الكرة الأرضية أنتِ، والنصف الآخر أنتِ السبب في وجوده، عزيزتي حواء، أنتِ ملهمتي في كتابة مقالي هذا.
يحتفلون بكِ أعياداً، يتغنون بأدوارك التي لم تكن سهلة أبدًا، ولكنهم لا ينصفونك، يعترفون بفضلك لكنهم لا يعرفونك...

عزيزتي حواء، علينا أن نعلم - نحن معشر النساء- أن حقوقنا لا توهب دون أن نطالب بها، فأنتِ لستي ضمير التأنيث الساكن الذي لا محل له من الإعراب فالحياة يا عزيزتي ليست جملة مفيدة.
حقوقكِ ليست تلك التي يحاول من يريد بيعك بسوق النخاسة أن يسوقها لك! بل حقوقك أن تتعلمي وتعلِّمي، أن تصنعي وتزرعي وتشاركي في مواقع صنع القرار، حقوقك التي نادى بها الدين والشرع والقوانين والأعراف، تلك الحقوق لن توهب لك بدون طلبك، فلا تكوني خجولة.

أَثبِتي نفسك، اثْبَتِي، لا تتخلي عن تاء التأنيث، تمسكي بها، فأنتِ لست الأستاذ بل الأستاذة، ولست الطبيب بل الطبيبة، ولست المهندس بل المهندسة، ولست العامل، بل العاملة، ولست السياسي بل السياسية، أنتِ موجودة ما دام ضميرك موجودا، فلا تذوبي في كيان آخر غير كيانك.
لا تتخلي أبداً عن بيتك وأطفالك، فأنتِ تحملين رسالة سامية، عاملة كنت أم ربة منزل أم مثقفة أم حتى مزارعة، أنتِ موجودة وتشاركين الرجال في بناء الأوطان، فلم الخجل؟

أنتِ موجودة بتربيتك الصالحة لأبنائك، بإبداعك في مجال عملك، ولا يكتمل الرجل إلا بكِ، فلم الخجل؟ أنتِ تناضلين وتكافحين وكنت ولا زلت في مقدمة الثورات وفي ظهر الثوار.. فلم الخجل؟ أنتِ الأم والأخت والزوجة والابنة والحبيبة والرفيقة، فلم الخجل؟
علينا أن نبدأ من الآن لنثبت أنفسنا، نعلم ما لنا وما علينا، علينا أن نحترم دورنا ولا نكون أعداء بعضنا لبعض، وعلينا أن نعترف بالحقيقة المرة: أن المرأة عدو المرأة، فالتقليل من شأننا لا يأتي دائماً من الرجال، وفي المحصلة، إن ذلك يضعف دورنا جميعاً كنساء فاعلات في المجتمع.

ولا ننسى دور الرجل المعزز لدور المرأة الريادي، فهناك عدد من الرجال الذين نضجوا فكرياً ليدركوا أن المرأة هي أساس المجتمع، ويدعمون ذلك الدور في بناء الأمم، بدءًا من الأسرة التي تعتبر نواة المجتمعات، وصولاً إلى المجتمع الكبير الذي ننتمي إليه، ولا ننسى أن الوطن هو أمنا جميعاً رجالا ونساء؛ فعلينا أن نتكاتف لتحريره وإعادة بنائه ثانية، ولن يتم ذلك إلا بوجودكِ أنتِ يا حواء بجانب الجميع. وإن غداً لناظره قريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى