أهلًا رمضان

> مقبلون على رمضان، شهر كريم، وموسم عظيم للخير، فيه تتضاعف الأجور والحسنات، وتتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، وينادي المنادي يا باغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر.

رمضان محطة، نعم وهي محطة نراجع فيها أنفسنا، ماذا عملنا طوال العام، ليس في طمع الدنيا، ولكن فيما هو أبقى من ذلك، وما هو أنفع لنا. رمضان محطة عبور دائمة، فيصلح المسلم من حاله عند ربه، ويستمر على ذلك الصلاح بهداية الله، والبعض الآخر لا يلبث أن تدق أجراس العيد، فيؤذن لنفسه بانتهاء فترة صلاح نفسه، ويعود لما كان عليه، من تهافت وتسابق على الدنيا وأطماعها الفانية.

رمضان كلنا ننتظر قدومه بعد أيام بشوق بالغ، وندعو الله عز وجل أن يبلغنا أيامه المباركة، ليشحن قلوبنا وأرواحنا بنفحات إيمانية معطرة بذكر الله، تساعدنا على الصمود في مواجهة مشاكل الحياة، والتقرب إلى المولى سبحانه وتعالى، فشهر رمضان الكريم شهر الصوم والعبادة، وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ونتسابق جميعًا بالقيام بالأعمال الصالحة، ابتغاء مرضاة الله، ونحن على يقين بأننا لن نفوز إلاّ إذا امتلأت قلوبنا بالمحبة، والرحمة، والسلام، والأمن والأمان.

يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام، ونحن نعيش في أيام (مرعبلة) من حيث الكهرباء، وتأخر أو انقطاع الرواتب، وعدم الاستقرار، وضياع في ضياع، لم تستقر الأحوال النفسية والمادية والأمنية، ولكننا نأمل أن شهر الخير والبركة، سيحضرها معه إن شاء الله، وستعود الحكومة لمزاولة مهام أعمالها من عدن، ويتصالح أبناء الوطن والشعب الواحد، لمصلحة وطنهم ومصلحتهم الذاتية. كفى حروب، وفوضى، واختلالات، وانقسامات، ومناكفات، فوطننا لم يعد يتحمل هذه الفتن، والدسائس، والمناوشات.

نتمنى أن يكون شهر رمضان، شهر أمان وخير واستقرار للجميع، ونأمل بقدوم هذا الشهر الفضيل، بداية لمرحلة الاستقرار والتنمية، لتحقيق أهداف تتطّلع إليها الجماهير بعد أكثر من 50 سنة من المعاناة، ومن التداعيات السلبية الفوضوية العشوائية التي أعقبت الاستقلال في 30 من نوفمبر 1967م، وأدت إلى أحداث الفرقة والانقسام، والتناحر وتغليب المصالح الشخصية، والانفلات الأمني، الذي لم تشهده البلاد من قبل؛ لأن الكثير من هؤلاء الدخلاء على الوطنية والنضال، يريد البعض منهم كرسي الوزارة. وها هي الحكومة عدد أعضاءها في حدود 30 وزيرًا، مع أن أمريكا بطولها وعرضها وأهميتها عدد وزرائها (10).

لماذا لا يكون شهر رمضان هذا العام مختلفًا، في الصيام والعبادة والروحانيات، لإظهار حبنا لهذا الوطن، ونحس لبعضنا البعض، بعيدًا عن المناطقية، والقبلية، والمناصفة القروية، وليس بالكلمات الرنانة، أو الأغنيات التي تمدح وتتغزل، ولكن بالاصطفاف الوطني النزيه، والعمل والتنسيق لتنفيذ مبادرات تساهم في الارتقاء بالشارع اليمني (الجنوبي والشمالي) وتحقيق طموحاتنا في حياة أفضل، يستحقها كل مواطن. ورمضان كريم وكل عام وانتم بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى