أبكيت القلوب وأحزنت النفوس برحيلك يا العيدروس

> كتب / عمر طه المسني

> أبعث رسالتي هذه لصحيفة"الأيام" وهي منبر لمن لا منبر له وهي لسان أبناء عدن خاصة ولسان الوطن بأكمله عامة وعبرها أخاطب القراء الكرام لأحدثهم عن مآثر إبن حي القطيع بكريتر عدن تلك الشخصية العدنية الرياضية والاجتماعية المغفور له بإذن الله الكابتن عيدروس محمد حسن لاعب نادي الأحرار الرياضي الذي رحل عن دنيانا في أواخر شهر مارس الماضي ، وفي هذا الحيز لن أتكلم عن الفقيد عيدروس محمد حسن الرياضي المعروف ، فأرشيف صحيفة "الأيام" مليء بأخبار نجوميته الرياضية ، وبطولاته الكروية التي حققها نادي الاحرار الرياضي بفضل الكابتن عيدروس وزملائه اللاعبين ، ولكن سأحدثكم عن عيدروس الإنسان ، فهذا الرجل بعد أن غادر عدن في عام 1977 لم ينس عدن أبداً ، وكان يخدم أبناء عدن الوافدين للإمارات ، يستقبلهم ويأويهم ، ويحرص على تسجيلهم ، ويستخرج لهم الإقامات ويحرص على تشغيلهم وكان بجد سفيراً بكل ما تحمله الكلمة من معنى يذلل لابناء عدن الصعوبات ويسهل لهم الامور ويتابعهم بالنصح والإرشاد لا يغفل عنهم ولايصد بابه في وجه أي عدني تعرض لمشكلة ويحتاج للمساعدة كما يفعل البعض في الغربة أيضاً ، لم ينس زملاءه الرياضيين في نادي الأحرار ، أو في أندية عدن ، وكان يتكفل بعلاج أي مريض منهم ، على نفقته الخاصة كان رغم أوجاعه دينمو وشعلة وهاجة يضيء لنا الطريق وحين تهتاج بنا الأشجان والحنين لعدن ، يخفف علينا أوجاع الاغتراب، كان يسلينا ويسرد لنا ذكريات طفولته في حي القطيع ويطوف بنا في شوارع عدن وأزقتها ويحدثنا عن ملاعب التنس الارضي والرجبي والهوكي ، وطبعاً معشوقته كرة القدم ، وكان فيلسوفاً ، وهو يسرد علينا أشهر معالم عدن ، وآثارها وأهلها وناسها ومساجدها وبحارها كأنه لازال عائشاً فيها رغم غربته عنها ، وكان يتحسر ويتألم من الوضع المأساوي الذي وصلت إليه عدن ، وهي التي كانت جوهرة المدن العربية يوماً ما .. لقد زاملته في الغربة فكان الاب والاخ والصديق وفراقه صعب جداً ولكنها مشيئة الله تعالى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى