أبين.. الأهالي بين استغلال موسم رمضان والجهاد لتوفير متطلباته

> تقرير/سالم حيدرة صالح:

> الحاجة تزاحم الفايروس في أسواق أبين ..
الفرحة الغامرة بالشهر الفضيل، تغلبت على الفاقة المضنية، لأهالي محافظة أبين، الذين لم يجدوا سبيلًا للراحة منذ أعوام عديدة. فعلى الرغم من تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتدني مستوى الدخل، وضعف القدرة الشرائية بصفة عامة، امتلأت أسواق المدينة بالباعة والمتسوقين، سعيًا منهم لإحياء مظاهر الاحتفاء بقدوم شهر الخير، واسترداد الحياة المسلوبة منهم، في منعطفات الأزمات والنكبات.

ويجد معظم الأهالي في مدينة زنجبار شهر رمضان فرصة، لتحسين مستوى الدخل، من خلال افتراش جنبات السوق، وبيع أصناف متعددة من الأكلات الرمضانية، والمعجنات، وكذا الفواكه والخضروات. حيث ينتظر كثير من الشباب العاطل عن العمل، الدقائق الأولى بعد صلاة العصر، لعرض ما لديهم من منتجات، سيسهم مردودها في تخفيف النفقات عن رب الأسرة، وشراء متطلبات رمضان، وحتى العيد، باعتباره من أفضل مواسم البيع، والشراء على مدار العام.

ويظهر التباين في مقدرة بعض الأسر على شراء الأساسيات، والوصول إلى بعض الكماليات، فيما تعذر على الغالبية توفير السلع الأساسية، ما اضطرهم للخروج للأسواق، لبيع ما تمكنوا من صنعه، من أكلات لها رواج خلال شهر الصيام.
أم محمد تعيل أسرة مكونة من خمسة أطفال، قالت :"زوجي مريض وعاطل عن العمل، ولذا أقوم ببيع خبز الدخن (الكدر) على المواطنين، خلال شهر رمضان المبارك، بسوق مدينة زنجبار، من أجل توفير لقمة العيش لأطفالي الذين أعيلهم".

وأشارت إلى أن شهر رمضان المبارك، عادة ما يكون موسم تسوق، إلا أنه هذا العام يشهد ركودًا وضعف حركة التسوق، مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة غلاء أسعار السلع الاستهلاكية، والظروف الصعبة التي تمر بها الأسر، والفقر المدقع الذي أصاب كثيرًا من الأسر في المدينة.

وأضافت أن "العمل في بيع الخبز مش عيب، بالعكس مهنة شريفة، وأنا لست المرأة الوحيدة في السوق، فهناك عشرات النساء اللواتي أجبرتهن الظروف الصعبة، والمعقدة للخروج للأسواق، من أجل توفير لقمة العيش، في هذا الزمن الصعب، الذي أوصلنا إلى هذا الوضع المزري، والمخيف، كان نظام الجنوب يوفر كل شيء لنا، أما اليوم فحدث ولا حرج، جوع وفقر وأمراض منتشرة، لم نعرفها من قبل، حتى كورونا والحميات وحمى الضنك، في زماننا لم نسمع عنها، لكن في هذا الزمن المخيف ورمضان هذا العام غير رمضان العام الماضي، إلا أنه له خصوصيته".

وما إن تمر على سوق زنجبار حتى تشاهد الباعة المتجولين مفترشين الأرض، يبيعون السنبوسة، والباجية، والمشروبات الباردة، مع تزاحم كبير، حتى وإن كانت حركة البيع ليست بتلك المعتادة، خلال هذا الشهر نظرًا للأزمات الاقتصادية التي عصرت بالمواطن، ومنعته من العيش حياة كريمة، صونًا لإنسانيته المهدرة.

يقول المواطن محمد محمود أحمد : "لدي أسرة كبيرة مكونة من عشرة أشخاص، ولم أتمكن من شراء احتياجات، ومقتضيات شهر رمضان المبارك، كوني عاطلًا عن العمل، ومن أصحاب الدخل المحدود، العين بصيرة واليد قصيرة، والظروف الذي نمر بها أجبرتنا على مشاهدة السلع الاستهلاكية في المحال التجارية، والوقوف مكتوفي الأيدي إزاءها، فالأسعار تجاوزت المعقول".

وتابع :"الظروف الصعبة والمعقدة، أجبرت غالبية الأسر بزنجبار على عدم شراء كثير من الاحتياجات، فالفقر والجوع بلغا الذروة، ونعاني هنا الأمرين، جراء ما تمر بها البلاد، وما انعكس إثره على كل بيت وأسرة، بصورة سلبية".

ويعد رمضان شهر العبادة، والصيام، والتصدق، والعتق من النار، وله في النفوس مكانة خاصة، تدفع بالجميع إلى المسارعة في الاحتفاء بقدومه، تعظيمًا له، وحفظًا للعادات والتقاليد، التي عاشت عليها المدينة. ولهذا الشهر طقوس وعادات تختلف من منطقة لأخرى، تعد من جماليات شهر الصيام، ففي أبين تقوم بعض الأسر بزيارة الأخرى، من أجل السمر، خلال أيام الشهر الكريم، كما جرت العادة على صنع "المخلم" وهو خبز مصنوع من الذرة، وتوزيعه على منازل الجيران.

وتتزين المائدة الرمضانية في أبين بـ"المسرفة" وهي سفرة مصنوعة من سعف النخيل، إضافة إلى "الجعبة" أو "التوراة" وهي أيضًا مصنوعة من سعف النخيل تستخدم لحفظ الخبز والطعام.

وعلى الرغم من التحذيرات الصادرة، فيما يخص تفشي الوباء، يستمر المواطنون بالذهاب إلى الأسواق، بشكل يومي، إما للتسوق وشراء الحاجيات، أو لطلب الرزق وبيع ما يمكن بيعه، وفي هذا المشهد المكتظ بالسكان، تغيب السلطات تمامًا عن أداء أي دور يذكر لها، من رش للأسواق، أو فرض الالتزام بالإجراءات الاحترازية، أو حتى توعية المواطنين بسبل الوقاية، وأهمية التباعد الاجتماعي، حرصًا على حياتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى