كلمات في رمضان .. تصدقن

> باب التنافس في أعمال البر والخير ليس مقصوراً على الرجال دون النساء، بل هو مفتوح على مصراعيه للجميع، والأصل في الأوامر أنها للرجال والنساء معا، ما لم يدل الدليل على تخصيص الرجال دون النساء، أو النساء دون الرجال، وقد قال الله تعالى: ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)) (المطففين:26)، وقال: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (النحل:97)، قال ابن كثير: "هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا ـ وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه ـ من ذكرٍ أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة". وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما النساء شقائق الرجال" رواه الترمذي وصححه الألباني، قال المناوي: "لأن النساء شقائق الرجال كما هو مُطْرد في جُل (مُعْظم) الأحكام، حيث يدخلن مع الرجال تبعا إلا ما خصه الدليل".

ومن مواقف النبي صلى الله عليه وسلم ووصاياه الخاصة بالنساء موقفه صلى الله عليه وسلم مع زينب الثقفية، زوجة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، التي تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصدّقن يا معشر (جماعة) النّساء، ولو من حُليِّكنّ"، قالت: فرجعتُ إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقلتُ: إنك رجل خفيف ذات اليد (كناية عن الفقر)، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصّدقة، فأته فاسأله، فإن كان ذلك يجزئ عنّي وإلا صرفتها إلى غيركم. فقال لي عبدالله: بل ائْتيهِ أنتِ. قالَت: فانطلقتُ، فإذا امرأة من الأنصارِ ببابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حاجتي حاجتُها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُلْقِيَتْ عليهِ المهابة. قالت: فخرج علينا بلال فقلنا له: ائْتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرْه أنَّ امرأتينِ بالبابِ تسألانِك: أتجزي الصدقةُ عنهما على أزواجهما، وعلى أيتامٍ في حُجورِهما؟ ولا تخبره من نحن. قالت: فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هما؟ فقال: امرأةٌ من الأنصار وزينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الزَّيانب؟ قال امرأة عبد الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لهما أجران، أجر القرابة وأجر الصدقة". رواه مسلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى