بغياب القوات الجنوبية مصالح الجنوب الحيوية معرضة للخطر

> لم يتعرض الجنوبيون لمعاناة كما تعرضوا لها في ظل الاسترخاء السياسي، وانخراط الجنوبيين في مفاوضات السلام الكامب ديفيدية والأوسلوية ، مات صائب عريقات، ومن قبله السيد ياسر عرفات، ولازالت اتفاقية السلام الفلسطينية والإسرائيلية، لم تنقل من الورق إلى الأرض، وبين كل مرحلة وأخرى، تقام جولة من الصراع والعدوان الإسرائيلي على غزة والضفة والخليل.

الجنوبيون في جنوب الجزيرة العربية أعادوا نسخ المفاوضات الأوسلوية في الرياض، باتفاقية كتبت بالحبر السري، الذي لا يترك أثرًا بعد التوقيع، كانت الحرب قد جمعت الجنوبيين في وعاء واحد، أطلق عليه بالمقاومة الجنوبية، صنعت على الأرض، مالم تصنعه الجيوش النظامية، وتحدت المستحيل، وحررت عدن، وأنهت المشروع الإيراني، الذي لم يدم بضعة أسابيع، وكان يحلم بالاستيلاء على عدن وباب المندب، وانتهت الحكاية بتحرير عدن ومحافظات الجنوب، معلوم في الأوساط العامة أن الشيطان يدخل بالتفاصيل، وأن التأخير في استثمار أي إنجاز، قد يحوله إلى تعثر وفشل، وهذا ما حصل في الجنوب، تأخر الجنوبيون كثيرًا، وبالغوا في المماطلة والتسويف في تقرير المصير، وتحفظوا في مواجهة الداعمين لهم بمشروعهم الجنوبي الاستراتيجي، وتحرجوا ولم يتجرأوا في وضعه على طاولة التفاهم، وأيديهم لازالت قابضة على الزناد، ونشوة الانتصار تلامس قمم شمسان، ليسترخوا استرخاءًا، أفسد رصاصهم، ولسانهم، ونياتهم، وتركهم يموجون في مشاريع الأشقاء والأصدقاء، بخريطة للجنوب مرسومة في الرياض، من تصميم وهندسة غريفيثس وال جابر، جرَّت جنوبيي الخبجي وجنوبيي الخنبشي إلى صحراء أبين، يفرغون طاقتهم الانفعالية مع أصوات المدافع بين الحين والآخر، فيما يشبه رياضة شد الحبل، بعيدًا عن المدن والعمران، ليتركوا العاصمة بيد من ينفذ عملية استئصال الطاقة الكهربائية، وتدريب الجنوبيين على برنامج شد الحزام، والصبر على الجوع، والفقر، والانكسار، مستثمرين نصيحة المستشار الجنوبي لعفاش، بأن أكبر عقاب للجنوبيين، هو قطع خدمة الكهرباء والمياه عن المواطنين، وصارت هذه النصيحة برنامجًا تعاقب على تنفيذه عفاش، وحزبه، والإصلاح، والحوثي، والشرعية، وأخيرًا السعودية والتحالف، كلهم اتخذ من برنامج العقاب الجماعي أسلوب للتعامل مع الجنوبيين، عن طريق قطع خدمة المياه والكهرباء، وأضيف إليها أبشع جريمة إنسانية مورست بحق الجنوبيين عبر التاريخ، وهي قطع الرواتب، وتجويع الناس مع سبق الإصرار والترصد، وقواتنا الجنوبية الباسلة باقية على العهد والوفاء للأشقاء في التحالف، يصدون بصدورهم هجمات المشروع الإيراني على الرياض، وشرعية اليمن الاتحادي المسالم للحوثي، والمحافظ على صلة القرابة والنسب، ورابط الدم اليمني في تعز ومأرب والحديدة وإب، القوات الجنوبية غرسها التحالف العربي في الحدود، والتخوم، والسواحل، ووزعها بعتادها ورجالها الأبطال خارج المدن، لتنفرد مشاريع العقاب الجماعي بتنفيذ برامجها بقطع الكهرباء، وحبس المياه، وتجميد مستحقات الجنود، بوقف الرواتب، وقطع إمدادات الوقود، والغاز، وتعكير حياة الناس ليل نهار، تجريع وتجويع، منع تأهيل مصافي عدن، وإعادة تشغيلها، وحاصر المواني، وقيَّد حركة التجارة، وعطَّل إجراء نقل البنك المركزي بإغلاق كامل الصلاحيات، وأوقف إنتاج النفط من الحقول، وعرقل جهود الشركات النفطية، وحاصر الإيرادات المالية، واستخدم كل الوسائل الممكنة، لمنع تطبيع الحياة في الجنوب، وإبقائه مربوطًا بخط الإمدادات الإغاثية، والمساعدات الإنسانية، لتبقى يده سفلى، تلتقط ما يلقى عليها من اليد العليا، في ظل صمت مريع، وذهول لا يصدق، أهين فيه كل كابر، وصاحب مقام، جعل القاضي يتوسل، والمعلم يتسول، والقائد العسكري كالمجنون يتجول، فعلى القوات الجنوبية الباسلة أن تقف في المكان المناسب، تحافظ فيه على المصالح الحيوية للجنوب، كما حافظت على تراب الجنوب، وطهرته من سطوة الغزو الحوثي العفاشي، في ٢٠١٥م ، عودوا إلى مواقعكم، ودافعوا عن مصالح الجنوب الحيوية، فهي مهددة بالخطر، ويلتهمها الطامعون يومًا بعد يوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى