روضة النبي صلى الله عليه وسلم: أولياء الله

> عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)). رواه البخاري.

إنَّ الله سبحانه وتعالى قدَّم الإعذار إلى كل من عادى وليًا أنه قد آذنه بأنه محاربه بنفس المعاداة. ولا يدخل في ذلك ما تقتضيه الأحوال في بعض المرات من النزاع بين وليين لله تعالى في محاكمة أو خصومة راجعة لاستخراج حق غامض، فإن هذا قد وقع بين كثير من أولياء الله عز وجل.
وأن أداء الفرائض هو أحب الأعمال إلى الله تعالى، وذلك لما فيها من إظهار عظمة الربوبية، وذل العبودية.

وأن النافلة إنما تقبل إذا أديت الفريضة، لأنها لا تسمى نافلة إلا إذا قضيت الفريضة.
وفيه أن أولياء الله تعالى هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه، فظهر بذلك بطلان دعوى أن هناك طريقا إلى الولاية غير التقرب إلى الله تعالى بطاعاته التي شرعها.

ومنه أن من أتى بما وجب عليه، وتقرب بالنوافل وفقه الله بحيث لا يسمع ما لم يأذن به الشرع، ولا يبصر ما لم يأذن له في إبصاره، ولا يمد يده إلى شيء لم يأذن له الشرع في مدها إليه، ولا يسعى إلا فيما أذن له في السعي إليه. وهذا هو المراد بقوله: ((كنت سمعه إلخ)) لا ما يذكره الاتحادية والحلولية. تعالى الله عن قولهم.
وأن من كان بالمنزلة المذكورة صار مجاب الدعوة. وأن العبد ولو بلغ أعلى الدرجات لا ينقطع عن الطلب من ربه لما في ذلك من الخضوع له، وإظهار العبودية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى