كلمات في رمضان.. لا تكن عاصيا

> عن أبي هريرة رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن"، متفق عليه.

المفردات:
نهبة: الأخذ على وجه العلانية والقهر.

المعنى الإجمالي:
الإيمان كالشجرة يزيدها الماء نموا، وتزيدها التغذية قوة، ويقضي عليها الجفاف والعطش، وتذبل وتضمحل إن قل غذاؤها، وكذلك الإيمان يزيد ويكبر ويقوى بالعمل الصالح، والترقي في مراتب الإيمان من خوف الله، ورجائه، وحبه، ويضمحل ويبطل بالكفر والشرك، ويضعف ويهزل بالمعاصي والسيئات من السرقة والزنا وشرب الخمر وغير ذلك من المعاصي.

فالعلاقة بين الإيمان والعمل علاقة طردية عكسية، فهو يزيد ويقوى بالعمل الصالح، ويضعف ويهزل بارتكاب المعاصي والسيئات، ومن أراد زيادة إيمانه وقوته فعليه بفعل الصالحات واجتناب الموبقات، وفي هذا الحديث يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أثر المعاصي على الإيمان، وكيف أنه يضعف ويهزل حتى لا يبقى منه إلا القليل، كل ذلك بسبب المعاصي، فعلى المسلم الذي يريد أن يحافظ على منسوب إيمانه عاليا مرتفعا أن يواظب على الطاعات، ويجتنب المعاصي والسيئات، ففي ذلك نجاته في الدنيا والآخرة.

الفوائد العقدية:

1- نقصان الإيمان بارتكاب المعاصي.

2- إن الجهر بالمعصية لا يعد كفرا.

3- إن الزنا والسرقة وشرب الخمر والانتهاب من كبائر الذنوب.

4- إن نفي الإيمان في الحديث هو نفي لكماله لا نفي لصحته وأصله؛ بدليل إجماع السلف على أن المعاصي لا يكفر فاعلها إلا باستحلالها.

قدَّر الله تعالى أن يكون كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطّائين من يُبادر للتوبة، فالذنوب والمعاصي قد تؤدي إلى زوال النعم وكثير من العقوبات التي تنقسم إلى قسمين، وهما: عقوبات شرعية، وعقوبات قدرية، تكون هذه العقوبات في القلب أو في البدن أو فيهما معا، ومنها ما يكون بعد الموت أو يوم المحشر، فلا يمكن أن تُترك الذنوب دون محاسبة، وقد يظن الناس ذلك لجهلهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرجلَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى