طالبت فرنسا بـ"الاعتراف بجرائمها".. الجزائر تحيي لأول مرة "اليوم الوطني للذاكرة

> «الأيام» أ ف ب

>
​أحيت الجزائر اليوم السبت، وللمرة الأولى، "اليوم الوطني للذاكرة" المصادف للذكرى السادسة والسبعين لمجازر 8 مايو 1945، غداة إعلان الناطق الرسمي باسم الحكومة عمار بلحيمر أن بلاده تتمسك بمطلب اعتراف فرنسا بالجرائم المرتكبة خلال حقبة الاستعمار بين 1830 و1962.

أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائري، وزير الاتصال عمار بلحيمر، الجمعة أن بلاده تتمسك بمطلب اعتراف فرنسا بالجرائم المرتكبة خلال حقبة الاستعمارها بين 1830 و1962، فيما تحيي الجزائر السبت للمرة الأولى "اليوم الوطني للذاكرة" المصادف للذكرى السادسة والسبعين لمجازر الثامن من مايو 1945.

وقال بلحيمر في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية إن "الجزائر تظل متمسكة بالتسوية الشاملة لملف الذاكرة"، القائمة على "اعتراف فرنسا النهائي والشامل بجرائمها (...) وتقديم الاعتذار والتعويضات العادلة عنها".
وفي الثامن من مايو 1945، قمعت القوات الفرنسية الاستعمارية مظاهرة مطالبة باستقلال الجزائر، ما أسفر عن آلاف القتلى في شرق البلاد. وتجري المراسم الرسمية تحت شعار "الذاكرة تأبى النسيان" في مدينة سطيف (300 كيلومتر شرق الجزائر العاصمة) التي شهدت القمع آنذاك.

وأضاف الوزير أن التسوية تشمل أيضا "التكفل بمخلفات التفجيرات النووية بما فيها الكشف عن خرائط مواقع النفايات الناتجة عن هذه التفجيرات". وملف التجارب النووية هو أحد خلافات الذاكرة الرئيسية بين الجزائر وباريس.
وتوقف بلحيمر عند "المكاسب المتواضعة" التي حققتها الجزائر، غير أنها "ذات قيمة معنوية معتبرة". في هذا الصدد، أشار خصوصا إلى استعادة جماجم 24 مقاتلا قوميا (في تموز/يوليو) قُتلوا في بداية حقبة الاستعمار واعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مارس بمسؤولية الجيش الفرنسي عن مقتل القيادي الوطني الجزائري علي بومنجل العام 1957.

وأجرت فرنسا ما مجموعه 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية بين 1960 و1966، منها 11 تجربة أجريت تحت الأرض بعد توقيع اتفاقيات إيفيان في العام 1962، والتي حصلت بموجبها الجزائر على الاستقلال. إلا أن هذه الاتفاقيات تضمنت بندا يسمح لفرنسا باستخدام مواقع في الصحراء لغاية العام 1967.

وأطلق ماكرون في الأشهر الأخيرة سلسلة "إجراءات رمزية" في محاولة "لمصالحة الذاكرة" بين ضفتي البحر المتوسط، مع اقتراب الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر. لكن تقرير المؤرخ الفرنسي المتخصص في حرب الجزائر بنجامان ستورا، الذي يستند إليه ماكرون في سياسته في ملف الذاكرة، لا يدعو لا إلى اعتذارات ولا إلى اعترافات.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى