المداكفة

> الجمعة هي الجمعة إلا عند الجنوبيين، فهي جمعة المداكفة.
جميعنا يعلم أن أي احتجاجات شعبية تقف أمام الظلم والاضطهاد والمعاناة يكون الناس مجمعين على نجاحها، وتعبر عن مدى السخط الشعبي الذي من أجله أقيمت هذه الاحتجاجات أو المظاهرات أو الوقفات.

لكن نحن الجنوبيون لنا شأن آخر في مثل عمل كهذا. نحن لا نجتمع على كلمة سواء، حتى إن كنا نعاني جميعا، ولا نقيم أو نعد موقفا موحدا نواجه فيه أدوات الظلم، ومصدر معاناتنا، بل نتفنن في خلق بؤر منقسمة بعضها على بعض، ونفشل في تحقيق أي إنجاز أقيمت له تلك الاحتجاجات، ونعود خائبين إلا بفرحة أن طرفا منا تسيد، وفرض أجندته، وأقصى وخون الأطراف الأخرى، وهي مثله تعيش حالة البلاد من فساد الحكم.

واليوم، نحن نرى ونسمع ونقرأ جملة من التهديدات والمخاطر وتخوين بعضنا بعضا لمن يدعو للمشاركة في جمعة الغضب 21 مايو 2021، التي نودي لها من جراء سياسية حكومية عبثت، واستخدمت كل صنوف التدمير والعقاب، وفسادها أزكم الأنوف.
فساد الكهرباء والمياه والخدمات العامة جميعها أصاب المواطن في مقتل.

لكن ما يثير الاستغراب أن الجميع ضد الجميع، فتحولت هذه الدعوة للاحتجاجات ضد ممارسة الحكومة التعسفية إلى مواجهة بين الأطراف الداعين لها، فمن جمعة غضب تحولت إلى جمعة مداكفة.
وبغض النظر من يخون الآخر، أو من المستفيد والمندس، أو المدفوع الأجر، إلا أنني أحمّل كل الأطراف مسؤولية فشل المواجهة السلمية مع عناصر الحكم الفاسد، الذي ينظم صفوفه غالبا.

يا إخوة، تعالوا إلى كلمة سواء من أجل عدن والجنوب وستنتصروا.
وما النصر إلا من عند الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى