الوحدة من الثابت إلى المتغير

> عفواً فخامة رئيس الجمهورية اليمنية، فالثوابت الوطنية دائماً في تغيّر، والثابت الوحيد هي شهادة (ألّا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله). الثوابت الوطنية في مسيرتها منذ ولادة الثورة اليمنية سواء في الشمال أو الجنوب تغيرت وتبدلت مفاهيمها وتعددت أساليبها حتى عادت (كالعرجون). لم تعد غاياتها نبيلة ولا هي معصومة ولا ثابتة. فكل شيء كان قابلاً للتغيير وقابلاً للهدم، حتى مواقف الناس تبدلت فأصبحوا في دار غير الدار، والذي كان جبهوياً في الأمس أضحى في مواقع متعددة ومعتقد آخر. هي المصالح من تتحكم بنا كأفراد وجماعات ليس إلا، ولا مجال للنبل في دهاليز السياسة ما دامت تتطلب مواقف متجددة ترغم الكثيرين على الانقياد نحو طرق متعرجة وأخرى ترابية.

قال تعالى: "غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون". الاتفاقيات التي شهدتها اليمن شمالاً وجنوباً انكبت فقط على موازين القوى بين الطرفين، وحتى التعددية التي كان يتشدق بها الرئيس المخلوع قبل اغتياله كانت فقط موجهة إلى صدور فريق دون الآخر تحت مسميات حزبية أدارها الأخير بفارق واحد. تغيرت أنظمة الدول العربية وذهب ضحيتها رؤساء دول، فمن كان يصدق ما حصل لهم؟، وما زلنا نخوض غمار الفوضى والقرارات الحاسمة التي يُفترض أن تكون مؤسسة، أضحت مجرد أوراق لعبة يمارسها العديد من النخب من أفراد وقوى أهلكت الأخضر واليابس ومواقع النجوم، والقبيلة توغلت فأوغلت شراكها وقراها، ووثقت عُراها من أجل الأصالة والتاريخ.

أنتم منغلقون دائماً شمالاً وجنوباً على بعضكم البعض وتوقف بكم الحال عند هذا الحد، ولم يعد سقف البناء الذي يغطي رؤوس الجميع، فقد تبدل هو الآخر ولم يعد كما كان.

شيء طبيعي أن تتم المبادلة في الأعياد الوطنية بين رؤساء وملوك دول العالم العربي والصديقة، لأن هذا بروتوكول يعمل به. الفارق هو الخطاب الإعلامي الذي تتم إذاعته للناس ليلاً ونهاراً ليؤكد على الثوابت الوطنية ممثلة (بالوحدة). تلك الغاية النبيلة التي جعلت من الشركاء فيها (كحزب اشتراكي ومؤتمر شعبي وغيرهم) مجرد أوعية مليئة بالاستكانة حتى الرمق الأخير.

كشعب نحن نعاني أوضاعاً صعبة ومريرة جداً على مختلف الأصعدة، ومطلوب منا أن ننحني فقط (لتلك الثوابت) التي كنتم قد تخليهم عنها منذ أول تغيير في المواقف، أليس كذلك؟
ولا يمكن للشعب الذي نتحدث باسمه في كل وقت وحين أن نطالبه بالانصياع للدولة المختطفة ولا إلى القرارات المركبة، ولا بالاستناد إلى مواقف مريبة ومغلوطة وقد حسمت سلفاً. لا يجوز لنا التغول هكذا على حقوق الناس والتلاعب بهم دون بند المحاسبة واستدامة الاستكانة التي سبقها وقفز عليها البعض.
شركاء الوحدة المولودة قسراً والمتوغلون فيها تحت شعار القبيلة هم سبب الانتكاسة وهم جميعاً قابلون للتغيير وليسوا ثوابت وطنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى