​توبيخ

> الذي عياله في الخارج ينامون على نمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة لا يمكنه رفع المعاناة عن شعبه.
الذي يكتنز العملات الصعبة في بنوك الخارج لن تعنيه مسألة ترنح الريال اليمني أمام العملات الورقية الأخرى.

الذي لا يكابد الشوق على أرض الواقع، ولا يحس بوجع وآلام الناس في الجنوب عامة وعدن خاصة لا يصلح لبناء دولة لا تكرس الأفكار المغلوطة.
الذي يده في الماء لا يرى أيدي الناس في النار، ولا يتوجع لهم ولا يئن لهم ولا يبكي عليهم.

الذي (يفسبك) ليلاً ونهاراً من غرفة مكيفة لا يمكنه تصور معاناة الناس وهم يتساقطون أمام موجة الحرارة وكورونا الموت الضاري كالفراش المبثوث.
الذي يمارس وصايته السياسية من غرف النوم ويدغدغ مشاعر الناس بفيديو من مرقص أو ملهى لا يمكنه أن يكون قائداً مهما تطايرت شولات فلوسه وتقافزت شياطين أمواله.

الذي يشتري حناجر وألسنة الناس ليعزف على غرائز معاناتهم من رابع المستحيلات أن يكون في نصرة الحق ودحض الباطل.
المسؤول الذي يفسد في الأرض ويتاجر بلقمة العيش، ثم يقفز من سفينة نوح إلى سفينة فرعون لا يمكنه أن يكون أميناً مع الناس ولا وصياً على أحلامهم وتطلعاتهم.

الذي يشتري الفاسدين بالمال المشبوه والملعون، ثم يتبناهم على أنهم رجال دولة، لا يستحق من الشعب المترب سوى اللعن بنص الحديث الشريف.
الذي يتربح من مسيرات المقهورين البريئة والبعيدة عن أي بعد سياسي أو حزبي أو مناطقي ليس سوى نافخ في كير الفتنة النائمة تحت الرماد.

الذي كان قيادياً يصم أذنيه لمطالب الناس ويتعامل مع العباد باستعلاء، لا يمكنه أن يكون أسوة حسنة في وقت لا ينفع المؤمنين الصابرين على الابتلاء سوى صدقهم.
القيادي الذي لا تغيب الكهرباء عن بيته ولو ثانية واحدة، لا يمكنه أن يشعر بجحيم المواطن الذي يرى النجوم في عز الظهر.

القيادي الذي يشرب المياه الصحية المعلبة والغازية لا يمكن لبطنه أن تحس بالمهل الذي يغلي في بطون الفقراء العاديين.
القيادي الذي يطعم شعبه بالشعارات الزائفة والوعود العرقوبية البراقة، لا يمكن أن يكون محل ثقة الناس، لأنه في نظرهم إما خراط كبير أو كذاب حقير.

الذي يحشد الشباب في جبهات الوغى مستغلاً ظروفهم المعيشية التي تصعب على الكافر ويدفع بهم إلى محرقة الموت فيما عياله يسيحون ويتنقلون من جنة (البهوات) إلى نعيم (أمان ربي أمان) لن يكون في نظر الأب المكلوم والأم الثكلى سوى تاجر لحم يستحق البصق في كبرى الساحات.
الذي يجعل من زكاته الرمضانية طوابير لإذلال المحتاجين وفرزهم بالهوية الشخصية على أنهم خدم يسبحون لمكرمته بكرة وأصيلاً، ليس سوى انتهازي مصاب بداء السادية ومشتقاتها.

الذي يجعل من أوجاع الناس ومعاناتهم فراشاً وثيراً ينام عليه قرير العين في فنادق الخارج ليس سوى متجبر سيكون مصيره نفس مصير قارون الذي خسف به الله الأرض أو فرعون الذي أغرقه في اليم.
المسؤولون الذين تغويهم وليمة اللئام وتزغلل أعينهم موائد الدولارات الحرام لا يصلحون لقيادة الشعب، ولا يصلحون لبناء دولة عدل ومساواة.

عدن تبحث عن بطل ملهم صادق يبرز من بين فئات الشعب المطحونة يدافع عن أحلامهم ويخفف من معاناتهم وأوجاعهم، وليست بحاجة إلى مناضلين استبدلوا البدلة الميري التي تفوح منها رائحة تراب عدن ببدلة من بلاد الفرنجة وعطور مصانع باريس.
عدن بحاجة إلى عمل وطني خال من كولسترول المماحكات السياسية والحسابات الانتهازية، عدن بحاجة لأن تذوب قيادات الداخل وتنصهر مع الناس ومع معاناتهم اليومية، وكفانا بيانات لا تشبع جائعاً ولا تروي عطشان ولا تسمح دمعة يتيم في يوم ذي مسغبة.
الطريق إلى قلوب وعقول الناس أمامكم، عيشوا معاناتهم مع الكهرباء، جربوا حر ورطوبة عدن بلا مروحة، اشربوا ماءهم الملوث، جوعوا مثلهم، اقضوا معهم يوماً بلا مصروف، عندها ستدركون أن التخفيف من معاناتهم المعيشية تساوي وطناً كامل الأركان والسيادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى