اليمن.. تراكم الأخطاء والإفلات من العقاب

> على مدى السنوات الماضية، كانت كل تصريحات وبيانات ما تسمى بالشرعية، ومن يسمون أنفسهم بأنصار الله، وحتى تصريحات الوسطاء الدوليين، نتيجتها واحدة، المزيد من المعاناة والمزيد من التدهور.
اليمنيون لم يختاروا فعليًا ولاة أمرهم. لم يختاروا الرئيس أو من انقلب عليه. ولا اختاروا سلطتهم التشريعية ولا الأحزاب أو الجماعات، لكنها سياسة الأمر الواقع المستمرة، التي تلجأ إلى إفقار الناس أولا لكي تستقطبهم بعد ذلك بالفتات.. سياسة جعلت من اليمن أفقر دول العالم، ومن اليمنيين أكثر شعوب العالم معاناة.

ما يحدث اليوم من معاناة وتدهور هو نتيجة تراكم طويل لأخطاء الجميع، والمشكلة أن هذا النوع من التراكم مستمر بشكل أو بآخر. نفس العقليات مهما تغير الزمن.

مشاكل اليمن، وهي كثيرة، لن يحلها سوى أبناء البلد انفسهم،لا مبعوث دولي، ولا مبعوثي دول، ولا حتى اتفاقيات خارج الحدود. وإن كان هناك من خطوة أساسية نحو إنهاء الحرب فلابد أن تكون البداية من إنهاء الإفلات من العقاب، وتوسيع نطاق العقوبات، وإحالة الوضع في اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة قادة وتجار هذه الحرب والمأساة التي تسببوا بها لبلد وشعب بأكمله. وليس إشراكهم في الحكم.

لكن في ظل استخدام الوطنية والقبلية والمناطقية وحتى الدين في تضليل السواد الأعظم من اليمنيين، وفي ظل تضارب المصالح الخارجية في اليمن.. لا يبدو أن تغييرًا كبيرًا يمكن أن يحدث في أي وقت قريب.
حتى إن توقفت الحرب فأنه سيكون توقف مؤقت. فلم يحدث في التاريخ الحديث لليمن أن وقع الخصوم على معاهدة أو اتفاق إلا وتم نقضه بالكامل. ولم يتم ولو لمرة واحدة معالجة المشاكل الكبيرة، ولكنها كانت ترحل دائمًا للمستقبل. هكذا ببساطة.
ماهي الخيارات المتاحة لوقف معاناة الملايين من اليمنيين، ووقف تدهور بلدهم المتسارع؟في ظل أنه ليس هناك طرف واحد من أطراف الصراع يستطيع فرض سيطرته على كامل البلاد، أو حتى جهة خارجية تستطيع فرض السلام ولو بالقوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى