عرفان الله وعبادته

> إن العبادات التي كتبها الله جل وعلا على العباد، هي لعرفانه وعبادته، لم ولن يكون الله العلي العظيم محتاج لعباداتنا وصلواتنا، جل وتعالى عن أن يكون محتاج لعباداتنا جميعها من جميعنا، لكنه يأمرنا جميعًا (لمن آمن بأي رسالة أنزلها الله للبشر) بطاعته والعمل بها واتباعها، خيرها وكل ما ينتج عنها، لأجلنا ولزيادة أرصدتنا عند العليم الحكيم.

فماذا يكون دورنا بعد الإيمان غير أن نعمل بما أمر به الله، والذي يصب أساسًا بمصلحتنا ولأجلنا نحن البشر، فعند إقامة هذه الشعائر نعَّبِر حينئذٍ عن مدى قربنا أو بُعدنا عن ساحة المعبود، وصدق صلواتنا وصيامنا لوجهه المقصود المتعالي، فالأجدر بنا وبعباداتنا أن تكون نقية صافية، بعيدة عن الأنا، مترصدةً نيل رضا الله أساسًا، ثم العمل الصادق التقي النقي عندما نولي وجوهنا لوجه الكريم، ونناجيه بقلوبنا وعقولنا وأرواحنا، ويجب أن نجتهد وبأقصى الإخلاص من قِبلِنا أن تكون صلواتنا وصيامنا وأعمالنا نقية طاهرة عن كل الشؤون الإنسانية، والأعمال والأغراض النفسية والشخصية، والكره والبغضاء والمشاعر البعيدة عن الطيبة واللطف والخير.

لأن الساحة المقدسة الإلهية؛ فِناء طاهر نقي مقدس، لا تصل إليه غير الأدعية الخيرة، والأعمال الممدوحة، والنوايا الطيبة البناءة ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)) فكيف لساحة إلاهية طاهرة سامية مقدسة أن ترتفع لها دعوات غير لطيفة، ولا لائقة أو غير طاهرة وبقصدٍ سيء غير لائق، فحضرة المعبود، يُعَلِم العباد ما هو خير لهم وللآخرين من العباد، فلنتصور للحظة لو أن العباد يدعون بصدق ومحبة وبتجرد وانقطاع لله بالرحمة والتآلف والتآخي والخير لبعضهم، كيف سيكون حال الأرض، هل ستبقى الأرض نفس الأرض، أم ستكون جنةً يدب فوقها البشر، مؤتلفين متحابين آمنين، لا يخشى أحدهم بأس أو شر الآخرين، لنتأمل الأرض حينئذٍ، كيف ستكون وكيف ستصبح أخلاق العباد طرًا؟ سنحقق آنذاك وبشكل لا يقبل الشك، إرادة ورغبة الله، بتحقيق المحبة والسلام على وجه الغبراء وتصبح الأرض قطعة من الجنة.

فلنحاول لمدة بسيطة أن تكون صلواتنا وعباداتنا، بانقطاع عما سوى الله، وننسى أثناء صلاتنا الناس ومن حولنا، ولنتوجه آنذاك منقطعين عمن حولنا محبين لبني آدم وملتجئين لله العلي العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى