بن مبارك يعرض للمكتب السلطاني العماني رؤية الشرعية للسلام

> مسقط/عدن«الأيام»خاص/غرفة

> واصل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة المناصفة د. أحمد عوض بن مبارك مباحثاته السياسية مع المسؤولين العمانيين في مسقط في إطار جهود حلحلة الأزمة اليمنية وإيجاد مخرج لإنهاء الحرب المستمرة للعام السابع.

وأفادت الوكالتان اليمنية والعمانية الرسميتان أن بن مبارك أجتمع، أمس، مع الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، حيث بحثا جهود السلام الإقليمية والدولية في ضوء المبادرة الأممية في إنهاء الحرب، ووقف نزيف الدم اليمني والتنسيق بين البلدين.

ونسبت وكالة سبأ إلى بن مبارك تأكيده على الدور الكبير التي تلعبه سلطنة عُمان في الأزمة اليمنية "وسعيها لتحقيق التسوية السياسية وتقريب وجهات النظر ودفعها بالجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب وآثارها الإنسانية".

وأبلغ بن مبارك المسؤول العُماني باستمرار تعنت وصلف الحوثيين أمام دعوات السلام المطروحة حاليًا مشيرًا إلى أن الحوثيين يبرهنون عدم جديتهم في التعاطي مع الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار، والجلوس في طاولة المفاوضات من خلال الهجمات التي يرتكبونها، أخرها مجزرة محطة الوقود بمأرب، وكذا قصف الأراضي السعودية.

وفي الوقت الذي يواصل وفد من المكتب السلطاني العُماني زيارته إلى صنعاء، دعا الوزير بن مبارك الحوثيين إلى اغتنام المبادرات المتتالية لإحلال السلام، وعدم تفويت الفرصة لما فيه مصلحة اليمنيين على ما سواها من الأجندات الأخرى، وتحقيق الأمن والسلم في اليمن والمنطقة.

وجدد بن مبارك التأكيد بتقديم الحكومة الكثير من التنازلات منذ بدء الحرب وانقلاب الحوثيين على الشرعية الدستورية في 21 سبتمبر 2014، مشددًا على أن الحكومة مازالت "تمد يدها لتحقيق السلام العادل والشامل، وفقًا للمرجعيات الثلاث، وتتعاطى بمسؤولية وحرص مع جميع الجهود الإقليمية والدولية لوقف نزيف الدم وإنهاء معاناة المواطنين".

وذكرت الوكالة العمانية في خبر مقتضب أن الاجتماع تبادل الأحاديث الودية حول عدد من مجالات التعاون المشتركة للبلدين الشقيقين، والتطرق إلى عدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك، وسبل تطويرها، لاسيما فيما يتعلق بجهود السلطنة لحلّ الأزمة اليمنية بالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية ذات العلاقة.

ومن المقرر أن يختتم وزير الخارجية بن مبارك زيارته إلى مسقط اليوم الثلاثاء ليعود إلى الرياض، حيث يتخذ الرئيس هادي مقره الدائم منذ اندلاع الحرب في مارس 2015.

الى ذلك نشرت صحيفة عمان أمس حوارا مطولا مع وزير الخارجية بن مبارك تناول مايجري من محادثات وتحركات إقليمية ودولية حول أزمة اليمن.

محرر "الأيام" اجتزاء ما يفيد بهذا الحوار والذي اكد عن دعم الحكومة الشرعية للجهود الأممية الرامية إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإعادة فتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية وفقًا لاتفاق ستوكهولم، ثم العودة إلى المشاورات السياسية لإحلال السلام وفقًا للمرجعيات الثلاث.

وأضاف بن مبارك أنه يطلع، من خلال لقائه بوزير الخارجية العماني السيد بدر البوسعيدي، على آخر التطورات السياسية والميدانية، وبخاصة التصعيد الأخير في محافظة مأرب، وعدد من المحافظات اليمنية، وآخرها إطلاق صاروخ على محطة مكتظة بالمدنيين في مدينة مأرب أدى إلى استشهاد 20 مدنياً بينهم أطفال.

وأوضح بن مبارك للبوسعيدي أن الحكومة اليمنية، وخلال كل الجولات، كانت تقدم المقاربات والتنازلات حرصاً منها على إيقاف الحرب ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني.

وعن المعاناة التي تشهدها البلاد، قال الوزير بن مبارك إن كل التقارير الدولية تؤكد أنها نتاج للحرب وانعدام السيولة النقدية والإشكاليات في التوزيع، وسوء الاستخدام وليس في عدم توفر المواد الغذائية والدوائية.

وأما عن الدور الأمريكي قال، إن "لدى الجمهورية اليمنية علاقات متميزة مع الإدارة الأمريكية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهناك تنسيق دائم فيما يتعلق بالوضع الإنساني وعملية السلام في اليمن، وقد كان حرص الإدارة الأمريكية على عدم عرقلة الدعم الإنساني للشعب اليمني الدافع الأساس لرفع جماعة «الحوثيين» من قائمة الإرهاب، مع إبقاء العقوبات على عدد من قياداتهم جراء أعمالها ضد الشعب اليمني، وأفعالها المزعزعة للاستقرار الإقليمي والدولي لا تخفى على أحد".

وأضاف: "وقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن رفعها من قائمة الإرهاب انطلق من مقاربة غير دقيقة، نتجت عنها رسائل خاطئة، أدت إلى تصعيدها للأعمال العسكرية في محافظات مأرب وتعز والحديدة، مما فاقم الأزمة الإنسانية، وأدى إلى موجات نزوح جديدة، وزاد من وتيرة اعتداءاتها على الأعيان المدنية ومنشآت الطاقة في المملكة العربية السعودية، لذا عمدت الإدارة الأمريكية إلى فرض عقوبات أمريكية جديدة عليها، وتصعيد بيانات الإدانة وآخرها قبل أيام، إذ حملت الخارجية الأمريكية في بيان رسمي الحوثيين مسؤولية استمرار الحرب وفشل جهود السلام، وذلك ما قاله المبعوث الأممي السابق في آخر إفادة له لمجلس الأمن «أن الحوثيين ليسوا مستعدين للسلام بعد».

وعن سؤاله: من هو الخاسر الأول والأكبر من هذه الحرب، ومن المستفيد منها؟ قال وزير الخارجية: "بالتأكيد أن الخاسر الأكبر هو اليمن بشعبه ومؤسساته وثرواته، وأن الوقت قد حان لإنهاء كل ذلك للبدء في عملية البناء والتنمية وتحقيق الأمن والاستقرار، بعيدًا عن المشروعات الضيقة التي ينفذها الحوثيون خدمة لأطراف إقليمية معروفة تدفع بهم للاستمرار في هذه الحرب العبثية سعيًا منهم إلى تحقيق مآرب ليس لليمنيين شأن فيها".

وأوضح بن مبارك أن الحكومة اليمنية والتحالف العربي الداعم للشرعية هما الطرف المبادر والداعي دومًا لإنهاء الحرب وإحلال السلام وفق المرجعيات المتفق عليها، مشيراً إلى أن ما يقف عقبة لتحقيق ذلك في اعتقادنا هو وهم الحسم العسكري والمراهنات على الخارج، "ومن هذا المنطلق ندعو دومًا إلى تكثيف الجهود الدولية والإقليمية قبل الجميع لاستغلال هذا الزخم الدولي والاستفادة منه لإيقاف الحرب وإنهاء المعاناة التي تسببت بها، ونقدر في هذا الصدد الدور العماني الصادق لتقريب وجهات النظر وكسر الجمود والدفع بما يحقق السلام والاستقرار لليمن والمنطقة".

وعن رؤيته عن محادثات السلام، وهل هناك انفراجة، قال: "نحن في الحكومة اليمنية نتعاطى بإيجابية مع كل المبادرات الداعية إلى إحلال السلام، ولا يخفى عليكم المبادرات التي تقدم بها مبعوثو الأمم المتحدة، ونتج عنها مفاوضات الكويت وجنيف واتفاق ستوكهولم، التي تنصل الحوثيون منها جميعاً، واليوم المطروح هو أولًا وقف إطلاق النار كأهم خطوة إنسانية، بالإضافة إلى إجراءات إنسانية واقتصادية كمقدمة لاسـتئناف المشاورات السياسية، نأمل أن يستجيب الحوثيون لصوت السلام والعقل".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى