غايتنا واحدة

> ليس كافة المعارضين للانتقالي مع الوحدة، ومن يبني أسئلة على خلافات وتباينات الجنوبيين فهو واهم، وإن اختلفت مسالك أبناء الجنوب، فغاية الجميع هي استعادة الدولة الجنوبية والخروج من شرنقات واقع مأساوي عانى فيه شعبنا نتائج الحروب وويلاتها وفقد أمنه واستقراره، في حين ودعت أرضنا الآلاف من الضحايا والشهداء في مسار نضالهم الشاق في سبيل الكرامة.

من يظن أن كل ما جرى هو عبث وحلم يكون أو لا يكون فهو مخطئ. معاناة شعبنا كانت غير مسبوقة، وفصولها المريرة تتكشف على أكثر من صعيد حياتي. الثابت أن لا شيء يمكن أن يثني شعبنا عن تتويج نضالاته باستعادة دولته. وطالما أن الغاية واحدة لكافة الأطياف، فإن من الحكمة خلق تقارب وتوافق واسع النطاق وتدعيم مسار الانتقالي سياسياً.

نقف اليوم على أعتاب مرحلة مفصلية في تاريخ شعبنا بعد عقود من المعاناة والقهر والحروب ونهب الثروات والإقصاء. كل ذلك جرى عبر تفتيت وحدتنا الوطنية الجنوبية وإحياء الماضي وبعث الحقد المناطقي، ووضع كافة العراقيل تجاه نضالات شعبنا.
واقع مرير يمكننا تجاوزه من منظور وحدة الهدف، أعني استعادة دولتنا التي تحفظ كرامات شعبنا، وتؤمِّن مستقبل الأجيال.

لحظات فاصلة، بمقدور القوى السياسية والشخصيات الوطنية الاجتماعية تخليدها عبر حالة توافقية فيها خلاصات أصالة شعبنا الفريد في تضحياته ونضاله عبر التاريخ، فهل آن الأوان لتجسيد هذه اللحظة التي تبعد عنا حجم القهر والظلم الذي تجرعنا مراراته؟
فالدعوة إلى التوافق الجنوبي الواسع لا تعني بأي حالٍ نمطاً من التقارب العفوي بقدر ما هو مرهون بالثوابت الوطنية لثورتنا وشعبنا، ورؤية مستقبلية للدولة التي ليس فيها تكرار للماضي، ولا مجال فيها للاستئثار بالسلطة.
وهي ضمانات يمكن الاعتماد عليها، والمضي باتجاه تحقيق إرادة شعبنا الجنوبي بكافة أطيافه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى